إن مشكل التغيير المناخي الذي أضحى معضلة خطيرة تعاني منها شعوب العالم نتيجة الإحتباس الحراري الذي غير مجرى الفصول الاربعة بسبب التكنولوجيا العصرية مصدر الغازات السامة، التي ساهمت بقوة كبيرة في تلوث البيئة والتأثير على صحة الإنسان وجمالية وجودة وعطاء نباتات الطبيعة واندثار عدة أصناف من الحيوانات وكذا تلوث المياه الذي ساهم بشكل مرعب في انقراض الأسماك بالبحار والمحيطات. هذا التأثير السلبي المدمر للتركيبة الطبيعية على الأرض أدى إلى زلزلة التوازن البيئي بأكمله على وجه البسيطة. من هذه الوضعية المخيفة نحن بحاجة إلى قراءة مستفيضة ودراسة ميدانية خاصة ودقيقة من قبل الدول الصناعية الكبرى من باب مناقشة الأسباب بجدية على طاولة الحوار لأن المناخ يمثل بندا رئيسا وهاما من بنود التنمية المستدامة السبعة عشر، لهذا يجب احتواء قرارات وتوصيات قابلة للتنفيذ وليس محتكرة على الكلام وعدم التطبيق ، وانتشار المنشآت النووية والمعامل الملوثة الكبرى من قبل الدول العظمى بدول العالم الثالث لإبعاد الضرر والخطر عن شعوبهم. لهذه الأسباب لابد من تفعيل دور البرمجة كأداة لحل مشاكل البيئة، لكونها تفاؤلا وحلما علميا حاسما ومنطقا سليما للتصدي لهذه المعضلة وتحدي جميع اشكالياتها البنيوية الخطيرة . إذ أصبحت التطورات التكنولوجية الحديثة تقاوم متطلبات الانسان ومسايرة الزمن من أجل المنافسة الشريفة والعمل الرصين والنجاح الباهر ،الغاية منها احتضان علوم البرمجة في خدمة التغيرات المناخية وضبط جزئياتها في مجال البحث العلمي و منح الأولويات لبراءة الاختراعات باعتبارها صماما للامان بالنسبة لجودة البيئة ومحاربة ظواهر الاحتباس الحراري. لذا كان من الواجب تدخل البرمجة البيئة في حل هذا اللغز الشبح، إذ نجحت فعلا في هذا المسعى عن جدارة في إعادة ترتيب الجزئيات واختراع التقنيات الصديقة للبيئة من غرض ضمان الجودة والقضاء على بعض مكامن الخلل التي عصفت بالبيئة بسبب التلوث العقيم، إن ظاهرة التأثير المناخي بحاجة إلى المنظومة العلمية الصحيحة التي تعمل في سياق البحث عن مفاتيح علمية مؤهلة لولوج الغايات المنشودة من خلال تعميق البحث والدراسات. لكن يظل السؤال الجدي،هو كيفية بلورة هذه الانجازات العلمية في إطار منظومة فكرية هادفة لربح رهانات حماية البيئة؟ الجواب مرتبط بدمج الكفاءات في مختلف التخصصات من غرض المساهمة الفعالة في تطوير الآليات الناجعة لمعالجة وحل المعضلة البيئية المعقدة التي فرضتها التكنولوجيا العصرية والنمو الديمغرافي المهول، لأن هذه البادرة تتطلب نظرية المفكر والعين الثاقبة للمبدع والعقل المدبر للمخترع من أجل تطوير المعلومة ودمج الافكار والاهتمام بالمقترحات وضبط ودعم وتمويل الدراسات لاستخلاص نتائج باهرة تساهم بشكل جدي في فك أزمة التأثيرات المناخية بصدق وأمانة مشتركة. د.محمد جستي