متابعه،/ محمد مختار رغم كونه إمام مسجد السلام منذ أكثر من 20 عامًا، إلا أنّ ظروف الحياة واحتياجات أسرته اضطرته للعمل حارس عقار في أحد الأبراج السكنية بمدينة الفيوم، واعتاد «محمد» على الذهاب إلى المسجد ليؤم المصلين في كل فرض ثم يعود إلى عمله، إلا أنّه أثناء مكوثه في العقار دخل أحد السكان وحاول نقل أشياء ثقيلة الوزن في المصعد الكهربائي «الأسانسير»، فأخبره أنّها ثقيلة وستفسد «الأسانسير»، فعنفه ووبخه بوابل من الشتائم، بينما وقف الحارس صامتًا ودموعه في عينيه حتى أصابته سكتة قلبية وتوفي في الحال. وقال حسام الشيخ أحد سكان البرج، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنّ الشيخ محمد كان يعمل إمام مسجد السلام في مدينة الفيوم، واضطرته الظروف للعمل حارس عقار، وخلال محاولته الشرح لأحد السكان خطورة نقل أشياء ثقيلة في الأسانسير، وبخه الساكن بشدة وقلل من قدره، وأمطره بوابل من الشتائم، موضحًا أنّ الشيخ محمد لم يتمكن من تحمل كل تلك الإهانات لسقط مُغشياً عليه، فأحضروا الطبيب ليتفاجئوا بوفاته إثر تعرضه لأزمة قلبية. وأضاف «حسام» أنّ سوء خُلق الساكن وانعدام انسانيته وافتراءه على الشيخ محمد حارس العقار، تسبب في وفاته بسبب شعوره بالقهر والظلم وكسر الخاطر، داعيًا له بالرحمة والمغفرة، وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان. وأوضح محمود الجابري، أحد السكان، أنّ الشيخ محمد أو «عم محمد» كما يناديه الجميع، كان شديد الطيبة والأخلاق الدمثة، ولكن قدره وعمره وكتب له أن يموت مقهورًا بهذه الطريقة، ولكنه استحق أن يموت صائمًا في تلك الأيام المفترجة. ولم يختلف أي شخص من سكان تلك المنطقة على أخلاق الإمام الراحل وأدبه، حيث أكدت فاطمة مجدي أنّه كان شديد الاحترام، موضحةً أنّه طوال الصيف كان يشتري الثلج على نفقته الخاصة، ويضعه في كولمان مياه ليشرب منه المارة، بينما قالت زينب الصاوي أنّها تسكن في العقار المجاور له وكان دائمًا ملتزمًا ومؤدبًا وعينه في الأرض من شدة احترامه. ووصفه كريم كمال أحد سكان العقار، بأنه كان رجلا طيب السمعة ولم ير منه إلا كل خير وطيب لسان وكان نعم المؤم بالناس، موضحًا أنّ ابنته الصغيرة عمرها سنة و7 أشهر، واعتادت كل يوم عند عودتها من الخارج أن تسلم عليه وتلعب معه، وحينما عادت من الخارج اليوم لم تجده وظلت تبحث عنه مما أصابهم بحزن شديد. وطالب أهالي الفيوم، بالقبض على المتسبب في وفاة عم محمد بعد قهره وتوبيخه، ومحاسبته، أسوةً بمحاكمة شباب الإسماعيلية الذين تسببوا في وفاة شاب بسبب أكياس المياه.