…. إستضاف صالون الدكتور صديق عفيفي مساء الإثنين الدكتورة عبلة سلطان عميد معهد الدراسات النوعية فى سهرة ثقافية رمضانية تضمنت أيضا حفل سحور أقامه للحاضرين الاستاذ الدكتور صديق عفيفى رئيس مؤسسات طيبة التعليمية ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت …وخلال فعاليات الصالون تحدثت الدكتورة عبله سلطان إلى الحاضرين في الصالون تحت عنوان قعدة تاريخ، في بداية الصالون تحدث الأستاذ الدكتور صديق عفيفي رئيس مجلس إدارة مؤسسات طيبة التعليمية ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت حيث رحب بالحاضرين الذين حرصوا على حضور الصالون وأشار أن موضوع الصالون اليوم قد يبدو غريباً خاصة أننا لا نهتم بتاريخنا ودراسات التاريخ بالقدر الكافي وأضاف أن الذي ازعجه منذ عدة أسابيع مقال قرأه عن سلوك الرجل الأبيض في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية ..هؤلاء الناس الذين يقولون انهم صنعوا ما يسمى بالحضارة لكنها كانت حضارة على حساب دماء ما كانوا يسمونهم العبيد سكان هذه الأرض في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، فقد انتهكوا حقوق الإنسان وقتلوا أصحاب الأرض الحقيقيين وتساءل بعد كل الجرائم التي ارتكبها الغرب يأتوا ويقولوا إن مصر لا تحترم حقوق الإنسان لذلك فى هذا الوقت علينا أن نذكرهم أنهم أصلاً حضارتهم قامت على القتل وسفك الدماء بطريقة وحشية وأشار أن الدكتورة عبلة سلطان ضيفة الصالون هي استاذة التاريخ الإسلامي وبالتالي سوف تتحدث عن بعض الجوانب والدروس التاريخية وبصفة خاصة العصر الإسلامي وقال انه بالنسبة للغرب وأمريكا علينا أن نذكرهم بجرائمهم وأنهم هم دول مجرمة وقد عانى الشعب المصري كثيرا من التسلط والإستعمار ولا ننسى بالطبع معركة الإسماعيلية عندما طلب الجيش الإنجليزي المحتل من الشرطة تسليم المكان وتسليم أسلحتهم لكنهم قاوموا لأخر نفس وتم القضاء على كل من في قسم شرطة الإسماعيلية عدا شخص واحد فقط وكانت هناك مجازر أيضا ارتكبت ضد المصريين في العديد من العهود الاستعمارية ومنها أن المماليك كانوا يجربون السيوف عن طريق قطع رؤوس المصريين فإذا تم قطع راس المصرى من اول ضربة يكون السيف صالح للإستخدام وهذا مجرد نموذج للوحشية وتكرر مثله وأسوأ منه فى عصور استعمارية أخرى وقال الأستاذ الدكتور صديق عفيفي في كلمته لقد فكرنا أن يكون هناك مايسمى قعدة تاريخ ضمن فعاليات الصالون و سوف نكرر قعدات كثيرة بعد ذلك فى هذا الإطار واضاف أن الحضارة الغربية قامت على أكتاف وعلم العلماء المسلمين. وأكد الاستاذ الدكتور صديق عفيفي أننا سوف نتناول العديد من الحقب التاريخية في فعاليات الصالون واليوم اخترنا الحقبة الإسلامية وأكد الأستاذ الدكتور صديق عفيفي أننا يجب أن نعرف دائما تاريخنا وإحنا مين . عقب ذلك تحدثت الدكتورة عبلة سلطان عميد معهد الدراسات النوعية بالجيزة فقالت أن التاريخ كله هو حلقة واحدة متواصلة وأشارت أن شهر أبريل فيه مناسبات عزيزة علينا جدا حيث مازلنا نحتفل بتحرير كل شبر على أرض مصر فى عيد ٢٥ أبريل عيد سيناء وأيضا استعادة طابا واكدت انها شخصيا تدعم سياسات الرئيس السيسي خاصة سياسته الإقتصادية والسياحية والتي سوف تؤدي إلى حراك كبير ولسنوات طويلةواضافت الدكتورة عبلة سلطان أن التاريخ يعني التجربة الإنسانية السابقة عن طريق ما وصل إلينا مكتوبا أو مصورا أو عبارة عن أثار..وقالت أن هناك التاريخ القديم وهو تاريخ العالم القديم وحضارته والمعرفة بالدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة مع وجود بعض الحضارات مثل حضارة الصين وحضارة الرافدين وان التاريخ الوسيط به التاريخ الإسلامي في كل المنطقة الإسلامية وتاريخ العصور الوسطى في أوروبا ثم هناك التاريخ الحديث ويتضمن العالم كله والتاريخ الذي يبدأ منذ دخول العثمانيين في القرن الخامس عشر وأشارت أن التاريخ القديم لا يهتم فقط بالفترة الفرعونية لكنه يدخل معه في هذه الفترة غزو الاسكندر الأكبر والدخول اليوناني في الشرق الأوسط ومصر والأمبراطورية الرومانية التي تغلبت على الحكم البطلمي اليوناني، وتحول الحكومة من أثينا إلى روما ثم دخول المسيحية إلى فلسطين ووصولها إلى مصر ، وأشارت أن هناك الآثار التي درسناها في تلك الحقبة في مصر والعراق والشام وأشارت أننا نأتي إلى مرحلة التاريخ الإسلامي وهو يبدأ بظهور الرسالة المحمدية وأن بداية الكتابة عن هذه الفترة كان في بداية القرن الثالث الهجري وكانت بداية كتابة تاريخية عن الرسول والصحابة واول من تمت كتابته في هذا الشأن هو سيرة أبن هشام ثم بدأ ظهور الفتوحات الإسلامية وبدأنا ندخل مرحلة جديدة هي الحضارة الدينية الإسلامية في الشرق الأوسط وانه بخصوص مصر نبدا بالعصر الروماني الذي بدأت فيه فترة المسيحية وحصل صراع كبير بين المتدينين وبين الأباطرة الذين كانوا يحكمون مما تسبب في أن يواجه المسيحيين مذابح في الشوارع وكانت تجري وتسيل الدماء في الشوارع لذلك ذهبوا إلى كهوف سيناء للاختباء بها مما جعلهم يخترعوا الرهبانية المسيحية التي بدأت في مصر وانتشرت في العالم كله بعد ذلك وقالت أن الإنسان في الأساس جاء من أفريقيا وانتقل إلى أسيا عبر شبه جزيرة سيناء التي كانت دائما محل مسير للذاهب من أفريقيا إلى أسيا وان أغلب الصراعات القديمة كانت صراعات على المياه والبحث عن أماكن الثروات وخاصة النحاس الذى كان من ضمن الثروات الكبيرة ، وقالت ان الجميع كان يستهدف منطقة وادي النيل فكان يأتي من فلسطين ثم إلى سيناء ثم في مصر وكان ذلك هو الطريق الحربي الذي دخل منه الغزاة واولهم الفرس وما تلاهم من غزاة ، وقالت انه مع بداية الحياة الدينية حدث الصراع في الدولة الرومانية حتى تفككت وظهرت الدولة البيزنطية وهي الدولة التي كانت تسعى لدخول شبه الجزيرة العربية وتم فتح مصر وبلاد الفرس ثم دخل الإسلام وتم فتح مصر وبلاد فارس مما أعطى ثراء كبير وبدأت أيضا فتوحات في شمال أفريقيا وقالت أن عمرو بن العاص كان في فلسطين وجاءته رسالة من سيدنا عمر بن الخطاب أن لايدخل مصر لكنه تعمد عدم فتح هذه الرسالة إلا بعد أن دخل مصر وقام بفتحها حيث كان قد بدأ بمنطقة المساعيد في سيناء وهكذا يثبت لنا التاريخ أن سيناء هامة جدا وهي الطريق الحربي القديم وكل الغزوات جاءت من هذا الطريق عدا الفاطميين الذين جاءوا من الغرب حيث أنهم اسسوا دولتهم في تونس وأشارت أنه في سيناء وقعت أهم المعارك في التاريخ منها معركة مجدو ومعركة قادش ومعركة حطين ومعركة عين جالوت وحتى ملحمة حرب اكتوبر المجيدة وان أي حاكم كان يحكم مصر كان يهتم بسيناء باعتبارها البوابة الشرقية وذالك مند ايام الفراعنة.وأشارت إلى أن منطقة سانت كاترين تضم الآثار المسيحية والآثار الإسلامية في مكان واحد وقالت انه بالنسبة لسيناء فقد ورد في القرآن إسم طور سيناء وكانت هذه المنطقة في فترة من الفترات تعبد القمر وكان يطلق على القمر اسم سيناء ، واضافت أن التاريخ الإسلامي يعتمد على كتب الرحالة والمؤرخين وكل الكتب التي تتحدث عن الحياة الإجتماعية وعلى رأسها كتب أبن خلدون وأيضا مئات وعشرات الكتب التي تحدثت عن التاريخ الإسلامي …وعقب ذلك تم فتح باب المداخلات وتحدث الأستاذ الدكتور صديق عفيفي نقلا :أن عمرو بن العاص عندما قام بفتح مصر ذكرتي أنه خدع الخليفة عمر بن الخطاب ولم يقرأ الخطاب إلا عندما دخل مصر حتى يقول إنه بالفعل قد قام بفتح مصر وأشار الاستاذ الدكتور صديق عفيفي أن عمر بن الخطاب كان عادلا وأنه عندما أخطأ أبن عمرو بن العاص في أحد أبناء مصر عاقبه سيدنا عمر بن الخطاب حتى لا يقال إنه هناك أساء في التعامل مما يعنى أن عمر بن الخطاب كان يتابع الموقف ويقيم العدل المعروف عنه وعقبت الدكتورة عبلة أن عمرو بن العاص بالفعل دخل مصر بعد أن تعمد عدم قراءة الخطاب لكن كان هذا الأمر يبدو مقبولا بعد ذلك لسيدنا عمر بن الخطاب وقالت أن عمرو بن العاص حاول الإستقلال بمصر وقتل بسبب ذلك في فترة الفتنة الكبرى ومن جانبه اشار أيضا الاستاذ الدكتور صديق عفيفى إلى أنه قرأ كتابا عن تلك الفترة ووصف الكتاب الفترة أنها كانت صراع بالدم فى تلك الفترة وعقبت الدكتورة عبلة سلطان قائلة حقيقة أن هناك حقيقتان وهي الحرب أو الموت وكانت هناك دولة تقوم ودولة تكون قد انتهت وكل دولة تضمحل وتنتهي في وقت من الأوقات وعلق الدكتور صديق عفيفي قائلا إنه بالفعل التاريخ يكتبه المنتصرون وتحدث بعض الحاضرين عن أهمية تدريس التاريخ القديم في المدارس حتى يتعلم أبنائنا التاريخ وعقب الأستاذ الدكتور صديق عفيفي على ذلك قائلا انه يوجد معنا عالم المصريات الدكتور وسيم السيسي الذي يعتبر المستشار العلمي لمؤسسة يارو للحضارة المصرية التي يرأسها الدكتور صديق عفيفي وأيضا المدير التنفيذي لها الدكتورة هالة الطلحاتي وأشار الأستاذ الدكتور صديق عفيفى أن مؤسسة يارو تستهدف نشر الوعي بالحضارة المصرية القديمة ولذلك نقوم بالذهاب إلى المدارس وتعليم الأطفال ونحكي لهم ويشاهدوا نماذج تماثيل ويكون أسبوع ثقافي يخرج بعده الطلاب وهم فخورين بتاريخهم. وعقبت الدكتورة عبلة قائلة بالفعل يجب أن يعرف أطفالنا تاريخ مصر ويجب أيضا أن يعرفوا الحضارة العربية وأنه كانت هناك في المنطقة العربية حضارات مختلفة مثل الحضارة العربية والفينيقية وغيرها و تحدث الدكتور وسيم السيسي قائلا : ان عمرو بن العاص لم يقتل في عصر الفتنة الكبرى وانه مات في منزله واضاف أن التاريخ المصرى القديم لا يجب أن نطلق عليه تاريخ فرعوني لكن نقول التاريخ المصري القديم لأن كلمة فرعون تطلق صفة لا وجود لها فكلمة التاريخ الفرعوني خطأ لكن نقول التاريخ المصري القديم لأن كلمة فراعنة توحي للناس بالظلم مما يجعلهم ينفرون منها ولذلك يجب أن نطلق عليهم المصريين القدماء بدلا من كلمة الفراعنة وأعلن الأستاذ الدكتور صديق عفيفي أن الجلسة القادمة إن شاء الله ستكون عن التاريخ المصري القديم تحت عنوان أيضاً قعدة تاريخ وسوف يتحدث فيها الدكتور وسيم السيسي عالم المصريات وعقب ذلك أقام الأستاذ الدكتور صديق عفيفي حفل سحور للحاضرين و اعقب ذلك فقرة فنية للموسيقار الدكتور مصطفى أحمد الذي قام بغناء العديد من الأغاني القديمة منها ( ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين ) ويا ( حلو ناديني) و(رمضان جانا) و( أنا قلبي ليك ميال) وغيرها وسط إعجاب الحاضرين وفي النهاية أعلن الأستاذ الدكتور صديق عفيفي أن ” قعدة تاريخ “سوف تكون مستمرة خلال الصالون عن مراحل تاريخية مختلفة من تاريخنا وذلك حتى نعلم جميعا وتتعلم الأجيال القادمة حقيقة التاريخ في مراحله المختلفة.