كانت سفاجا حتي أواخرالستينات وبداية السبعينات نستخدم الأدوات البدائية في الإنارة مثل لمبة الجاز وطبعاً لمبة الجاز لها أحجام ونِمر مثل لمبة نمرة عشرة ونمرة خمسة ومنها الصهارة . كنا نجيب الجاز من عند عمنا بولس أو عمنا حمدان رحمهما الله . وكنا نطلق عليه حمدان بتاع الجاز معاه القمع وأدواته لتر أو خمسة لتر .. وياسعادة الباشا ياللي سهران علي اللمبة الليد كنا نجيب الفتايل لوازم اللمبة حتي تُنير .وياما ذاكرنا وسهرنا مع لمبة حُبنا. وكانت لمبات الجاز تأتي في قفص كبير جداً ملفوفة بقش الارز حتي لاتنكسر.وأحيانا البعض كان عنده كاربون وهو يضيئ بحجر الكاربون ونضع به ماء وهو يعمل في الهواء ولاينطفئ وكان يستخدم في منجم الفوسفات .وفي أواخر الستينات بدأت شركة الفوسفات توصيل كهرباء لبيوت الموظفين وبيوت رؤساء الوردية مثال بيت الريس ابو بكر والريس رفاعي والريس مرسي .رحمهم الله وغيرهم كل ريس عمال يتم توصيل الإنارة له.وطبعاً كانت الاسلاك عارية .ثم قامت الشركة بوضع بضعة اعمدة في الشارع الرئيسي بسفاجا البلد لاتتعدي عشرة اعمدة كانت لها لمبة نايلون كبيرة مازال بعضها موجود..ونحن أبناء العمال كان لزاماً علينا أثناء المذاكرة إما أن نذهب لأي بيت ريس عمال أو نذهب في الشارع تحت العامودّ للمذاكرة
وابور النُورّ….
وهو لتوليد الكهرباء في الشركة به خط 500فولت للمعدات وأجهزة الشركة والواير .وخط 220 فولت في إنارة البيوت والاعمدة.وكان مسئول المحطة عمنا الريس مرسي رحمه الله وعمناالمرحوم محمود الادفاوي .ثم عمنا المرحوم مرزوقي….
مسئول الإنارة بسفاجا. كان عمنا مرزوقي دكروني هو المسئول عن الانارة بالبلد.وكذلك عن اطلاق صفارة بدء العمل أو الانتهاء منه.واتذكر صفارة بدء العمل 7صباحاً .ثم ساعة إفطار 9صباحاً.ثم الانتهاء من العمل تطلق صفارة 3 العصرّ..وكنا في الاعدادي نلعب بالكرة الشراب واول مانسمع الصفارة الكل يتسابق وفي نفس واحد نكون في البيت خوفاً من الأب لأن الوالد لو راح البيت وانت بره عينك ماتشوف إلا ضرب القلامه علي الوش ياصاحبي ومعاهم كام شلوتّ….
والصفارة كانت تُطلق أثناء الحرب .يتم إطلاق صفارة واحدة انذارّ…وثلاثة صفارات تنبيه بأن الوضع خطر يجب الإختباء في الخنادق…..
الثلاجة… كل سفاجا في هذا الزمن لم يكن عندهم ثلاجات الا بيوت الموظفين التي تُعد علي الأصابع.وكان الناس يضعون الأسماك المقلية والأكل في مكان مرتفع في سقف الصالة في شئ إسمه الشُناطة . او العَلاقة لانها تُعلق في السقف. والله الأكل يظل محفوظاً كأن الله سخر الطبيعة لخدمة البسطاء.النهاردة لو نسيت الأكل خارج الثلاجة ساعات تعال قابلني. وكان نشرب من الزير بعد أن يتم وضع الخيش عليه ورشه بالماء حتي نشعر بالماء البارد وعزوبته .أو نشرب من قُلة حبنا .بتضحك والله هي دي كانت معيشتنا يالي اتولدت في عصر النت…وكانت توجد ثلاجة كبيرة جداً في الشركة . شهررمضان.. في شهر رمضان كان كل واحد يعبأ جركن مياة حوالي 5 لتر وتذهب بالجراكن عند عمك مرزوقي الله يرحمه ونُرص الجراكن ونمشي .طبعاً كل واحد عامل علامة للجركن بتاعه اما بشريط له لون معين .او يربطه بخيط…كل واحد وعلامُه يا صاحبي..وقبل المغرب بربع ساعة حتي لاتسخن المياة.يفتح عمنا مرزوقي الثلاجة وكل واحد ياخذ جركنه وفي سرعة البرق يكون في البيت ينتظر آذان المغرب . وأحيانا نضع في ثلاجة الشركة بعض اللحوم والأسماك ……. جمعتنا ثلاجة واحدة بالأمس القريب وستجمعنا مقابر واحدة عما قريب لاداعي للخصام ومقاطعة أهل وقريب والله أنفاس معدودة وموت الفجأة ليس منا ببعيد. ايام ياصاحبي ونترك الخِل والحبيب.