بقلم… سيد السيسى الصحراء الغربية تمتد الصحراء الغربية في مصر من وادي النيل شرقاً حتى حدود مصر الليبية غرباً، ومن البحر المتوسط شمالاً إلى حدود السودان جنوباً، وتبلغ مساحتها 68% من مساحة مصر اى ثلثي مساحة القطر المصري تقريباً. وهي عبارة عن هضبة صحراوية متسعة، ذات ارتفاع معتدل، يقل عن ارتفاع الهضبة الشرقية، ويبلغ في المتوسط 400 متر فوق مستوى سطح البحر. وهي تحتوي على عدد كبير من المنخفضات التي يهبط مستواها عن المستوى العام للهضبة، وقد يهبط مستوى بعضها إلى مادون مستوى البحر، وأهم هذه المنخفضات:
منخفض وادي النطرون، ويقع في غرب الدلتا. المنخفض الكبير الذي تشغله القطارة وسيوة، ويمتد هذا المنخفض في اتجاه شرقي غربي إلى الجنوب مباشرة من تكوينات الحجر الكلسي الميوسيني. منخفض الفيوم، وهو أقرب المنخفضات إلى وادي النيل، ويتصل به عن طريق ترعة بحر يوسف عند فتحة اللاهون «الهوارة». ويشغل هذا المنخفض جزءاً كبيراً من تكوينات الحجر الكلسي الأيوسيني. منخفض الواحة البحرية، ويقع إلى الغرب من مديرية المنيا، على بعد 200 كيلو متر تقريباً منها. المنخفض الذي تشغله الواحة الخارجة والواحة الداخلة، وهو منخفض واسع جداً. ويلاحظ أن الهضبة الغربية تحوي جهات مرتفعة، مثل منطقة العوينات التي تقع جنوب غربي مصر، وتتألف هذه المنطقة من تكوينات نارية، استطاعت التعرية أن تزيل تكوينات الحجر الرملي النوبي التي كانت تعلوها، فظهرت على سطح الأرض.
وإلى الشمال الشرقي من منطقة العوينات توجد منطقة أخرى مرتفعة تعرف بهضبة الجلف الكبير، وهي تتألف من أحجار الخرسان النوبي. ويمكن تقسيم الصحراء الغربية إلى المناطق الآتية:
منطقة الحجر الرملي النوبي: توجد في الهضبة الغربية، وهي تؤلف هضبة واسعة تنحدر بالتدريج نحو الشمال حتى تنتهي بمنخفض الواحة الخارجة والواحة الداخلة. ومنطقة الخرسان النوبي أكثر ارتفاعاً في الجنوب منها في الشمال، فهي تهبط من مستوى 800 متر في الجنوب إلى مستوى 100 متر في الشمال. منطقة الحجر الكلسي الأيوسيني: وهي منطقة واسعة تمتد غرب النيل، وتشرف من ناحية الجنوب على منخفض الواحة الخارجة والواحة الداخلة، وتعلو بنحو 300 متر تقريباًثم تنحدر تدريجياً نحو الشمال حتى تنتهي عند منخفض سيوه والقطارة، ويكون مستواها قد هبط إلى مستوى البحر تقريباً. وفي هذا الجزء من الهضبة الغربية يوجد منخفض الفرافرة والبحرية والفيوم. منطقة الحجر الكلسي الميوسيني: وتمتد من المنخفض الغربي – الذي تشغله سيوه والقطارة في الجنوب – حيث تشرف عليه من ارتفاع يبلغ 200 متر تقريباً إلى البحر المتوسط في الشمال، وتنحدر نحو البحر تدريجياً حتى يصل مستواها إلى 50 أو 60 متراً فوق مستوى سطح البحر بالقرب من المنطقة الساحلية. وفي هذه المناطق الثلاث تسود الظروف الصحراوية كاملة، حيث يظهر أثر تتابع الحرارة والبرودة في تفتيت الصخور، وأثر الرياح في تكوين الكثبان الرملية التي تغطي مساحات واسعة من الهضبة، وكذلك أثرها في تكوين المنخفضات التي توجد في جهاتها المختلفة.
وتعد هذه المنطقة أكثر قسوة من الصحراء الشرقية لشدة جفافها؛ ولهذا كانت أرضاً مجدبة قليلة السكان، وإن كان يوجد بها بعض المناطق المأهولة، ولاسيما الواحات المختلفة، وسبب ذلك تفجر عيون الماء، فقامت حولها حياة زراعية.
تهطل بعض الأمطار الإعصارية في الأطراف الشمالية للهضبة الغربية في أواخر الشتاء وأوائل الربيع، مما يساعد على نمو بعض النباتات البرية، كالأزهار التي تشتهر بها منطقة مريوط، ونمو بعض الغلات الزراعية ولاسيما الشعير.