فى لقاء مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب شارك الآلاف فى جنازة الشرطى العبرى الذى قتل عندما أطلق عليه مسلح فلسطينى النار فى ضاحية بنى براك قرب تل أبيب التي تقطنها غالبية من اليهود المتشددين.
الشرطى وإسمه أمير خورى عربى مسيحى عمره 32 عاما ومن سكان نوف هجليل ولم يكن الشرطى سوى واحد من بين نحو 1.9 مليون من مواطنى الكيان الغصب العرب.
وكذلك هو المهاجم الذى قتل أربعة إسرائيليين بالرصاص خارج مركز تجارى فى بئر السبع فى 22 مارس/آذار الماضى إضافة الى المسلحين اللذين قاما بعدها بخمسة أيام بقتل رجلى شرطة فى بلدة الخضيرة المحتلة. ويشكل عرب الكيان الغاصب أو عرب الداخل، كما يعرفون أيضاً، فئة تحتل مكانة فريدة فى الصراع اليهودى الفلسطينى. يبلغ عدد سكان الكيان الغاصب ما يزيد قليلاً عن تسعة ملايين نسمة وحوالى خمس هؤلاء، 1.9 مليون شخص تقريباً هم من العرب، وهم الفلسطينيون الذين بقوا فى ديارهم التى أصبحت داخل حدود دولة اليهود بعد إنشائها فى عام 1948 بينما فر ما يصل الى 750 الفاً منهم أو تعرضوا للطرد من منازلهم خلال الحرب التى تلت ذلك.
أولئك الذين طُوردوا أو فروا إستقروا بالقرب من حدود الكيان الغاصب فى الضفة الغربية وغزة وفى مخيمات اللآجئين فى الدول العربية المجاورة وغيرها من دول المنطقة.
يطلق السكان الذين بقوا داخل الكيان على أنفسهم إسم عرب الكيان أو فلسطينيين الكيان أو فلسطينيين فقط.
غالبية الفلسطينيين داخل الكيان مسلمين ولكن كما هو الحال فى باقى المجتمع الفلسطينى يشكل المسيحيون ثانى أكبر مجموعة بشرية بينهم، ويتمتع هؤلاء بحق التصويت فى الإنتخابات منذ أول إنتخابات جرت فى 25 يناير/كانون الثاني 1949، لكنهم يقولون أيضاً إنهم ضحايا تمييز منهجى فى الدولة اليهودية منذ عقود عديدة.
لا تختلط المجتمعات العربية واليهودية الا نادراً ورغم ذلك فإن أحد الآثار الجانبية الإيجابية لأزمة فيروس كورونا فى الأشهر الأخيرة كان التعاون الوثيق بين اليهود والعرب.
يتمثل أحد مجالات الإندماج بين الفلسطينيين واليهود داخل الكيان فى نظام الرعاية الصحية الوطنى حيث يتشارك الطرفان فى المستشفيات ومراكز المعالجة والعيادات الطبية.
20 % من الأطباء و25 % من الممرضات و50 % من الصيادلة فى الكيان هم من العرب. ولكن من الصعب العثور على ما يجمع اليهود والفلسطينيين حملة الجنسية اليهودية على صعيد القيم والمشاعر الوطنية. فعلى سبيل المثال يلعب الجيش دوراً محورياً فى المجتمع العبرى والخدمة العسكرية الزامية بالنسبة لليهود والدروز اليهود، بينما الفلسطينيون حملة الجنسية العبرية معفيون من ذلك.
يقول الفلسطينيون حملة الجنسية العبرية إنهم ضحايا تمييز منهجى فى بلادهم، وهى وجهة نظر أيدتها العديد من المنظمات الدولية لحقوق الإنسان.
وتقول منظمة العفو الدولية إن الكيان يفرض تمييزاً منهجياً ضد الفلسطينيين الذين يعيشون فيها. وفقاً لتقرير أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش فى أبريل 2021 فإن السلطات العبرية تمارس الفصل العنصرى، وهو جريمة ضد الإنسانية سواء تجاه الفلسطينيين داخل الكيان أو الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الإحتلال العبرى فى الضفة الغربية وغزة ورفضت وزارة الخارجية العبرية التقرير ووصفته بأنه مناف للعقل وكاذب. ويقول العرب داخل الكيان إن للحكومة تاريخ طويل في مصادرة الأراضى المملوكة لهم ويتهمون السلطات العبرية بالتمييز المنهجى ضدهم فى الميزانية الوطنية.
كما أن القوانين التى تسري على كل مجموعة فى الكيان مختلفة عن الأخرى. على سبيل المثال فإن القوانين العبرية التى تحكم أهلية الحصول على الجنسية العبرية تعطى الأفضلية لليهود الذين يمكنهم الحصول على جواز السفر العبرى تلقائياً بغض النظر عن مكان ولادتهم بينما يُحرم الفلسطينيون المطرودون من ديارهم وأطفالهم من هذا الحق. في عام 2018 أقر الكنيست العبرى قانون قومية الدولة المثير للجدل والذى الغى مكانة اللغة العربية كلغة رسمية الى جانب اللغة العبرية ونص على أن الحق فى تقرير المصير الوطنى يقتصر على الشعب اليهودى.
وقال حينها عضو الكنيست أيمن عودة إنه فى الوقت الذى أقرت فيه الدولة العبرية قانون التفوق اليهودى فإنها قالت للعرب فى الكيان أنهم سيظلون مواطنين من الدرجة الثانية دائماً. ووعد رئيس الوزراء العبرى بنيامين نتنياهو بضمان الحقوق المدنية لكنه قال إن الأغلبية تقرر ذلك.