يعاني لبنان منذ بدء شهر رمضان أزمة خبز، مع استمرار مشكلة شح الطحين التي تعانيها المخابز واقتصار بيع الخبز داخل صالات الأفران وعدم توزيعه على المحال التجارية.
وشهدت بعض المخابز ازدحاما كبيرا فيما أغلقت أخرى لعدم توافر الطحين وفي خضم الأزمة يطالب المواطنون بإيجاد حل يحفظ كرامتهم ولقمة عيشهم.
وظهر الثلاثاء، نظم موزعو الخبز اعتصاما أمام وزارة الاقتصاد في بيروت احتجاجا على تقاعس المسؤولين عن حل الأزمة وتوقف أعمالهم.
وقال أحد المواطنين (رب أسرة) : ما كان ينقصنا إلا شح الطحين بعد شح البنزين والمازوت وغلاء المواد الغذائية. اليوم تباع ربطة الخبز في السوق السوداء بسبب الأزمة والطوابير الطويلة أمام الأفران.
كما قالت سيدة في منطقة الطيونة في بيروت: شهدنا أمس (الاثنين) إشكالا أدى إلى إطلاق النار بسبب أزمة الخبز أمام أحد الأفران للحصول على ربطة الخبز، والمؤسف أننا في شهر الصيام.
وأشار صاحب مخبز في بيروت إلى أن السبب يكمن في اعتمادات الطحين المدعوم من مصرف لبنان في إشارة إلى المساهمة المقدمة من المصرف بالدولار لاستيراد القمح من الخارج واصفا الأزمة بـ قصة قديمة جديدة.
وأوضح المتحدث أن هناك شروطا جديدة من مصرف لبنان على الحكومة عقدت الأمور أكثر فأكثر فبدأت الأفران ومخازن القمح بالإغلاق كما أن نقاط التوزيع فرغت تماما.
وتحدث إلى نقيب أصحاب المخابز في لبنان علي إبراهيم الذي قال إن وضع الأفران سيئ جدا، والمطاحن تعمل بقدرة إنتاجية تبلغ 30 بالمئة فقط.
وأضاف إبراهيم: اليوم (الثلاثاء) افتتح اعتماد في مصرف لبنان لأحد أكبر المطاحن وبناء عليه نتأمل القليل من الحلحلة ومن المتوقع افتتاح اعتماد لمطحنتين أخريين لكنه أكد أن هذه حلولا جزئية وليست دائمة.
وختم حديثه قائلا: لن تحل الأمور بشكل نهائي إلا بفتح اعتماد بالدعم لكل المطاحن وإلا سيبقى المواطن اللبناني رهين الإذلال للحصول على خبزه اليومي.
وكان اتحاد نقابات المخابز والأفران في لبنان قد حذر من أزمة نقص خبز على الأبواب قبل أيام نتيجة توقف العديد من المطاحن عن العمل، من جراء عدم تسديد مصرف لبنان ثمن القمح المدعوم المستورد من الخارج.
وقال الاتحاد في بيان الأربعاء إنه للأسبوع الثاني على التوالي تشهد الأفران والمخابز في كل المناطق اللبنانية نقصا في تسليم الطحين من المطاحن لأسباب عديدة.
وأضاف أن هذا الأمر أدى إلى توقف عدد من الأفران عن إنتاج الخبز مما زاد الطلب على هذه السلعة الرئيسة لدى الأفران الأخرى التي تعمل وما زال لديها كمية قليلة من الطحين لا تكفي لأكثر من يوم واحد.
ورأى أن مصرف لبنان يؤخر تسديد ثمن القمح المستورد لأسباب مجهولة نأمل ألا تكون تصفية حسابات سياسية على حساب المطاحن والأفران والشعب اللبناني برمته.
ومنذ عامين يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار فضلا عن شح في الوقود والأدوية وتراجع حاد في القدرة الشرائية.