قالت الولايات المتحدة الثلاثاء إن لديها معلومات موثوقة حول احتمال استخدام روسيا مواد كيميائية في هجومها للسيطرة على مدينة ماريوبول الأوكرانية لكن الانفصاليين الموالين لموسكو بادروا إلى نفي المزاعم.
وصرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين نشارك هذه المعلومات مع أوكرانيا… ونحن في اتصال مباشر مع الشركاء لمحاولة تحديد ماذا يحدث فعليا.
ووصف بلينكن الأمر بمصدر القلق الحقيقي مضيفا أنه غير قادر على تأكيد الاتهامات بأن موسكو استخدمت بالفعل أسلحة كيميائية في ماريوبول.
ونقلت المصادر عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية أنه حتى في ظل عدم تأكد المزاعم المتداولة، فإن الولايات المتحدة تحرص على متابعة الوضع عن كثب لا سيما أن روسيا لديها سجلٌ وسوابق في استخدام مثل تلك الأسلحة.
في غضون ذلك أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن قلقها بشأن مزاعم حول استخدام روسيا أسلحة كيميائية في ماريوبول.
وقالت المنظمة التي تتخذ في لاهاي مقرا في بيان إن الأمانة العامة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قلقة بشأن التقارير الأخيرة غير المؤكدة حول استخدام أسلحة كيميائية في ماريوبول والتي أوردتها وسائل إعلام في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضافت يأتي ذلك عقب تقارير إعلامية خلال الأسابيع القليلة الماضية عن عمليات قصف استهدفت مصانع مواد كيميائية في أوكرانيا بالإضافة إلى اتهامات تبادلها الطرفان حول احتمال استخدام مواد كيميائية سامة.
وتابعت المنظمة “كل الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية البالغ عددها 193 بلدا من بينها جمهورية روسيا الاتحادية وأوكرانيا أطراف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية وهي معاهدة دولية ذات أهمية كبرى في مجال نزع الأسلحة دخلت حيز التنفيذ في العام 1997.
وأوضحت بموجب ذلك التزمت رسميا وطوعا عدم استحداث أو إنتاج أو حيازة أو تخزين أو نقل أو استخدام أسلحة كيميائية.
من جانبه قال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي يوم الثلاثاء إن كافة الخيارات ستكون مطروحة على طاولة الغرب بشأن رد الفعل في حال ثبت أن روسيا قامت فعلا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا.
وأضاف هيبي في حديث صحفي أنه في حال قامت روسيا فعلا باستخدام أسلحة كيميائية فإن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون كانوا واضحين بما يكفي إزاء تجاوز هذا الخط.
ويوم الاثنين، قالت كتيبة آزوف التابعة للحرس الوطني الأوكراني وهي محسوبة على اليمين المتطرف إن الجيش الروسي قام بإلقاء مواد سامة مما أدى إلى مشاكل عصبية وفشل تنفسي لدى المصابين.
ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل بشأن الاتهامات التي وجهتها الكتيبة إلى الجيش الروسي بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية.
ونفت القوات الانفصالية المدعومة من روسيا يوم الثلاثاء استخدامها أسلحة كيماوية في محاولاتها للسيطرة الكاملة على مدينة ماريوبول.
وأبلغ إدوارد باسورين أحد قادة الانفصاليين وكالة إنترفاكس للأنباء بأن القوات الانفصالية المدعومة من روسيا لم تستخدم أسلحة كيماوية في ماريوبول على الرغم من المزاعم الأوكرانية التي تؤكد عكس ذلك.
وتركز القوات الروسية بشكل لافت على مدينة ماريوبول لأن السيطرة على المدينة ستفتح الباب أمام ربط شبه جزيرة القرم بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس.