عيادة مايو كلينك: تمارس أسرتنا عبادات شهر رمضان، لكن تم تشخيص والدي مؤخرًا بمرض السكري. وهو ملتزم للغاية بأداء واجباته الدينية ويود أن يستمر في الصوم خلال شهر رمضان، لكنني لا أعتقد أن ذلك سيكون من الحكمة. هل يمكنكم مشاركتنا بما إن كان يستطيع الصيام بأمان أم أن عليه تجنب هذه العبادة بسبب حالته الصحية؟
الإجابة: عندما تكون مصابًا بمرض السكري، فإن نظامك الغذائي يكون جزءًا حيويًا من خطة علاجك الخاصة. يحتاج مرضى السكري إلى أن يكونوا أكثر وعيًا بالأطعمة التي يتناولونها، وتفاصيلها، مثل: السعرات الحرارية، وإجمالي الكربوهيدرات، والألياف، والدهون، والملح، والسكر. وكلها لديها القدرة على التأثير على مستويات السكر في الدم.
بينما يختار بعض الناس عدم تناول الطعام لفترة من الوقت، أو الصوم لأسباب دينية، كالصيام من الفجر إلى غروب الشمس خلال شهر رمضان المبارك الخاص بالمسلمين، فإنه يجب على والدك ألا يصوم دون تخطيط مسبق. أوصي بأن تتحدث أنت ووالدك مع مزود رعايته الصحية عن تفاصيل صحته والتفاصيل المحيطة بصيامه.
هناك مخاطر محتملة من حدوث مضاعفات من الصيام، مثل: انخفاض أو ارتفاع نسبة السكر في الدم والجفاف. عادةً، يكون الشخص المصاب بمرض السكري من النوع الثاني المنضبط جيدًا – والذي يدير مرض السكري عن طريق الأدوية وأنماط الحياة – بخير خلال صيام شهر رمضان ما دام بإمكانه تعديل أدويته تحت إشراف فريق رعايته.
ومع ذلك، فإن هناك أفرادًا قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات إذا صاموا خلال شهر رمضان. وهؤلاء الأفراد هم المصابون بواحد أو أكثر مما يلي:
السكري من النوع الأول السكري من النوع الثاني مع قلة التحكم في نسبة السكر في الدم أو أخذ أنواع معينة من الأنسولين تاريخ حديث لانخفاض حاد في نسبة السكر في الدم أو الحماض الكيتوني السكري تاريخ متكرر من انخفاض نسبة السكر في الدم أو عدم الوعي بانخفاض نسبة السكر في الدم حالات، مثل: أمراض الكلى الحادة، أو مضاعفات الأوعية الدموية الحوامل المصابات بالسكري
قد يقترح مزود الرعاية الصحية لوالدك أن يتجنب الصيام تمامًا إذا كان مُعرضًا لخطر كبير من حدوث مضاعفات. إذا تقرر الصيام، فمن المحتمل أن يقوم مزود الرعاية الصحية لوالدك وفريق رعاية مرض السكري بتثقيفك حول إدارة مرض السكري وتعديل الأدوية أو جرعات الأنسولين أثناء الصيام.
أهم شيء يجب أن تتذكره إذا كان والدك يخطط للصيام خلال شهر رمضان هو أنه سيحتاج إلى مراقبة نسبة السكر في دمه عن كثب، وسيحتاج أفراد الأسرة إلى الانتباه لعلامات انخفاض نسبة السكر في الدم، ومنها:
سرعة أو عدم انتظام ضربات القلب التعب الجلد الشاحب الارتعاش القلق التعرُّق الجوع سهولة الاستثارة وخز أو خَدَر في الشفتين أو اللسان أو الخد
عند تفاقم انخفاض السكر في الدم، قد تشمل المؤشرات والأعراض ما يلي:
تشوش أو سلوك غير طبيعي أو كليهما معًا، مثل: عدم القدرة على إكمال المهام الروتينية اضطرابات بصرية، مثل تَغَيُّم الرؤية النوبات المَرَضية فقدان الوعي
يحتاج انخفاض السكر في الدم، المعروف أيضًا باسم نقص سكر الدم، إلى علاج فوري. بالنسبة للعديد من الأشخاص، يجب أن يكون سكر الدم الصائم 70 ميليغرام لكل ديسي لتر (ملغم/دل)، أو 3.9 ميلي مول لكل لتر (مليمول/لتر)، وأقل من ذلك يكون بمثابة تنبيه لنقص سكر الدم. لكن قد تكون أرقام والدك مختلفة، لذلك سيكون من المهم إجراء محادثة معه ومع مزود رعايته الصحية لمعرفة أي الأرقام يكون منخفضًا جدًا بالنسبة له.
وكذا، يجب مراقبة ارتفاع السكر في الدم أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، سيحتاج والدك إلى اتباع نصائح واقتراحات مزود رعايته الصحية بشأن أطعمة ومشروبات وتدريبات بعينها خلال الشهر. ينبغي أن يكون مستعدًا لتعديل جرعات دوائه بالشكل المناسب، والأهم من ذلك أن يكون مستعدًا للتوقف عن الصيام إذا حدثت مشكلة.
يمكن أن يتم الصيام خلال شهر رمضان بأمان ما دمت تأخذ أنت ووالدك وقتًا كافيًا لفهم المخاطر، وتحديد أفضل طريقة لمساعدته على إدارة رعايته، وتقومان باتباع توصيات فريق الرعاية بحرص. ― الدكتورة إم. ريجينا كاسترو، طب الغدد الصماء، مايو كلينك، مدينة روتشستر، ولاية مينيسوتا