القرآن الكريم دعوة الله للناس للجوء اليه وبه من العجائب والتحليلات التى لايعلمها الا رب العالمين سبحانه وتعالى ويرسل بعضها الى البشر لينيروا الطريق فى الدنيا الى الآخرة وكلما تأملنا بأسراره نجد الدرر بين عباراته، والآن نقف بين جزء يسير من هذه الأسرار.
وَإن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ الَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198 الأعراف). نجد بالأية الكريمة خطاب رب العزة سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل للمشركين: وإن تدعوا، أيها المشركون الهتكم الى الهدى وهو الإستقامة الى السداد (لا يسمعوا دعاءكم (وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون،
وهذا خطاب من الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم. يقول: وترى يا محمد، آلهتهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون ولذلك وحَّد. ولو كان أمر النبى صلى الله عليه وسلم بخطاب المشركين، لقال: وترونهم ينظرون اليكم، ورب العزة يطلب القلوب النظر يرى ويفعله كل صاحب عين ولكن القلب يبصر والبصيرة أقوى من البصر ولايبصرها الا صاحب تقوى رب العزة يطلب قلوب ولايطلب النظر فقط. لدنيا والآخرة.لنتجه الى رب العباد بقلوبنا نطلب الدارين ا
فإن قال قائل: فما معنى قوله:)وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون( ؟ وهل يجوز أن يكون شئ ينظر الى شئ ولا يراه؟ قيل: إن العرب تقول للشئ إذا قابل شيئًا أو حاذاه: هو ينظر الى كذا ويقال: منـزل فلان ينظر الى منـزلى إذا قابله. وحكى عنها: إذا أتيتَ موضع كذا وكذا فنظر اليك الجبل فخذ يمينًا أو شمالاً . وقال الكسائى: الحائط ينظر اليك إذا كان قريباً منك حيث تراه, ومنه قول الشاعر: إِذَا نَظَــرْتَ بِــلادَ بَنِــى تَمِيــمٍ بِعَيْــنٍ أَوْ بِــلادَ بَنِــى صُبَــاحِ يريد: تقابل نبتُها وعُشْبها وتحاذَى.
فمعنى الكلام: وترى آلهة هؤلاء المشركين من عبدة الأوثان، يقابلونك ويحاذونك وهم لا يبصرونك لأنه لا أبصار لهم. وبنفحة أخرى، ل رب قول رب العزة
ا يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ( 9 سورة الجمعة) الخطاب موجه للذين آمنوا وأخلصوا لله سبحاته وتعالى وأن الصلاة تأتى للمؤمن وهو فى حالة عمل ويعنى ذلك أن الإسلام دين عمل وسعى وياتى ذكر الله سبحانه وتعالى للشحنة الإسلامية ثم بعد الصلاة إنتشار المسلمين حتى يرى العالم صنيع أثر العابدة على البشر لإصلاحهم.
ومعنى الكلام: إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة ) فَاسْعَوْا إالَى ذِكْرِ اللَّهِ( يقول: فامضوا الى ذكر الله واعملوا له؛ وأصل السعى فى هذا الموضع العمل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِىَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إالَى ذِكْرِ اللَّهِ ) والسعى يا ابن آدم أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المضىّ اليها.
هيا نتجه الى رب العزه سبحانه وتعالى بالبصيرة والقلب و العمل المخلص، والله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم.