أشرف الجمال يكتب عن…….. ” مفاهيم وأسس وتطبيقات اللغة الإعلامية فى عالمنا المعاصر”
اللغة هى أقدم وأرقى نشاط إعلامى عرفه الإنسان منذ بداية الخليقة والتى تميز بها من خلال التواصل والمشاركة بالإشارة او تعبيرات الوجه او الإيماءات او الكلام أو الكتابة بعد اختراع حروف الكلام لتتناسب مع المعانى المقصودة والصائبة والتى ميزت بين الإنسان وبين باقى المخلوقات وبين القبائل والعشائر والأمم والشعوب لتتعاظم وتستمر وتتطور الحياة الإنسانية على وجه الأرض، ولذلك تعد اللغة الإعلامية هى أقدم نشاط وعلم من علوم الإعلام العام لأنها تمثل لسان الإنسان الذى ينطق به أدائه لدوره فى نقل رسالته الإعلامية لمستقبليها لتصوغها وتنقل الأفكار التى تحتويها عبر مضمونها وكلما كانت هذه اللغة مكتملة كانت الرسالة الإعلامية فعالة ومؤثرة، وكما عرفها الحكيم الصينى العظيم ” كونفوشيوس ” بأن اللغة اذا أصابها الخطاء ولم تحمل المعنى المقصود يكون الفعل خاطىء وفاسد للأخلاق والفنون والعدالة، و عرفها العالم أرسطو بأنها لغة قائمة على الفكر والرؤيا والإبداع وتختلف تماما عن الكائنات الناطقة التى لا تحمل العقل والفكر والرؤيا والإبداع وأنها خاصية تميز الإنسان فقط دون سائر المخلوقات، وأشار إليها العالم الكندر مارشال ماكلوهان بأن الرسالة تمثل وسيلة والوسيلة هى اللغة للتعامل والتعايش والتواصل وأن الرسالة الإعلامية تعد محصلة نتاج لمفردات اللغة التى عبرت عن هذه الرسالة وحملت أفكارها — ولأهمية اللغة ” Language ” فى تطوير وتقدم الإنسان على مر العصور أكد استاذنا الدكتور جمعة يوسف بأن الحياة اساس الحياة البشرية وتمثل الوسيلة الرئيسية التى تتواصل بها الأجيال وعن طريقها تنتقل الخبرات والمعارف والإنجازات الحضارية والتاريخية مع المساهمة فى تشكيل فكر وثقافة وحياة الأجيال على مر العصور وأن خصائصها تتمثل فى الازدواجية والتحول اللغوى والانتقال اللغوى والإبداعية فى اللغة، وأكد العالم السويسرى “فرديناند دى سوسيير” أن اللغة يميزها مظهرين احداهم واقعى والأخر ذهنى وان الصورة الذهنية تمثل صورة اللفظ وكيفية النطق وصورة الدلالة وفهم المعنى وسماه باللفظ التعبيرى، وتمثل اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة حلقة الوصل بين صورتى الاتصال اللفظى للصورة المنطوقة والصورة المكتوبة التى استمرت وثبتت وجعلت من المعارف والأفكار البشرية واحتفاظها بالتراث والعادات والتقاليد والتعليم والتطور والتقدم الحضارى من خلال وظائفها التعبيرية والإعلامية والخطابية والاتصالية والشعرية والإخبارية ” الإعلامية ” والتخيلية والأستكشافية — وتعد لغة الجرائد ” الصحافة الورقية والإلكترونية” أحد أهم وسائل الإتصال الإعلامي واقدمها والتى ساهم فى انتشارها نخبه من صحفى العالم خلال القرن 21 بعد اكتشاف الإنترنت والوصول لعصر السموات المفتوحة للاقمار الصناعية والهواتف الذكية والحواسب الآلية ومواقع التواصل الإجتماعى والسوشيال ميديا واعتماد لغة الإعلام على النثر العادى والعلمى والغنى واعتماد اللغة الإعلامية على معالجة كافة الزوايا القانونية والدينية والإجتماعية والثقافية باللغة العامية فى حين ان الأسلوب الصحفى للكتابة يعتمد على اللغة الأدبية او المشتركة ليصبح العالم مجرد قرية صغيرة تصل فيها الأخبار والأحداث والمعلومات لحظة بلحظة، وكما تتمحور الخصائص العامة للغة الإعلام إلى اعتمادها على الوضوح والمعاصرة والملائمة والجاذبية والمشوقه والاختصار والمرونة والاتساع والقابلية للتطور، وفى حين ان الكتابة للراديو والتليفزيون تكون عامة ومناسبة مع المستوى المتوسط من الإدراك والوعى وإن تستهدف نقل الأفكار والاراء والمعلومات وايصالها إلى المتلقى بأقصى قدر من اليسر والسهولة والسرعة والجاذبية والتشويق والإقناع والإبداع، وأن تتوافر فى النص الاذاعى تحديده للهدف وتعيين الجمهور المستهدف والتشويق وإثارة الإهتمام والخضوع لعامل الوقت وللذوق والأدب العامة من خلال كتابها الاذاعيين المتخصصين وكتاب الحوار والمعدين والمحررين الأكاديميين والموهوبين — وتعتمد لغة الأخبار ” الإعلام ” فى الراديو والتليفزيون على الدقة، والسرعة، و الوضوح، والموضوعية من خلال المتخصصين فى كافة المجالات والتخصصات ومراعاة ان يكتب الخبر بطريقة الهرم العادى ويبداء من الرأس ” العنوان و المقدمة ” رأس الهرم” وجسم الخبر ” وسط الهرم ” والجملة الختامية” النهائية” فى “قاعدة الهرم” وهناك بعض المدارس الإعلامية والصحفية التى تكتب بطريقة الهرم المقلوب ويبداء فيه الخبر من نهاية الموضوع ” قاعدة الهرم” ثم جسم الخبر فى منتصف الهرم ثم المقدمة فى نهاية الخبر مع مراعاة الالتزام بالاختصار والايجاز دون المساس بهدف ورؤية الموضوع مع الكتابة بوضوح وبساطة والإعتماد على تقليل البيانات والإحصائيات وتجنب ضمير الغائب والعبارات والمصطلحات الفنية والكلمات الغامضة ومراعاة كتابة الاسماء باختصار ونسبة الأخبار إلى مصدرها مع الحيادية واستخدام صيغة المضارع اذا أمكن ولكن هذا يعنى أن يلتزم المحرر بالبدء بالفعل المضارع دوما حتى اذا كان الحدث قد وقع بالفعل مع استخدام صيغة الحالية والفورية بقدر المستطاع دون استخدام الفعل المضارع والتى يقع فيها جاهبزة الإعلام والصحافة فى مصر وإصرارهم على أن يبداء اى موضوع إعلامى او صحفى ” بفعل مضارع ” بدون علم او ثقافة او خبرة وكأننا نتعامل مع كتب سماوية وليس علم ابتكره البشر من قادة الفكر والرؤيا والإبداع والعلم من العلماء والمتخصصين وليسوا ملائكة من السماء — ويرى اساتذتنا وعلمائنا الأفاضل الدكتورة ليلى عبد المجيد ومحمود علم الدين أن لغة الإعلام والصحافة قد عكست الواقع الإجتماعى والحضارى واللغوى والثقافى الذى يعيشه المجتمع من خلال استخدامه أنواع النثر المختلفة العلمية او الصحفية،وأكدوا الدكتور محمود خليل بأن أهم مايميزها هو البساطة والدقة والتجسيد والسلامة اللغوية والقواعد اللغوية، كما يتوقف الأسلوب الصحفى على التطوير والإرتقاء من خلال الإعلاميين والصحفيين والمحررين والكتاب بالوظيفة “الإخبارية” التى تبث للرأى العام ثم بالطريقة “بعد الإخبارية” الخاصة بالوظيفة التفسيرية للأحداث والواقع والأفكار والتجارب السياسية والإقتصادية والرياضية والقانونية والعلمية والفنية والدينية حتى يتفهمها المواطن العادى والبسيط، وذلك إلى جانب مراعاة اللغة الخاصة او الذاتية لكتابة المقالات بأنواعها المختلفة مع بعض الأشكال الصحفية الأخرى، ومراعاة مكونات الأسلوب الإعلامى ومكوناته الخاصة بالصحة النحوية والصرفية واتصاله بالصحة المنطقية وبالصحة الأسلوبية الخاصة او الصحفية، وضرورة الإهتمام بلغة العلاقات العامة والرسائل الإعلانية من خلال صفاتها ” الإنقرائية والإنسيابية والرشاقة والوضوح والتلوين” مع مراعاة لغة الإعلان والقواعد الأساسية لكتابة النص الإعلاني الفعال فى “الكتابة بوضوح، و تخير الكلمات بعناية، واكتب بصيغة المبنى للمعلوم، وكن مختصرا، واكتب بطريقة مليئة بالحيوية والوضوح، أكتب النص من الجمهور، ووجه حديثك للفرد، و أعقد المقارنات، وتجنب الطريقة المباشرة فى عرض المزايا” وجاء ذلك فى ضوء دراستنا لعلوم الإعلام العامة بكلية الإعلام جامعة القاهرة لعلم من علوم الإعلام العام ” اللغة الإعلامية ” المفاهيم، الأسس، التطبيقات” لأساتذتى الأجلاء دكتور سامى الشريف ودكتور ايمن منصور ندا