كتب : وائل عباس فى سابقة خطيرة وزيارة تاريخية نادرة ؛ قام الرئيس السورى ” بشار الأسد ” بزيارة هى الأولى من نوعها إلى دولة عربية ؛ منذ إندلاع الحرب الأهلية السورية قبل ١١ عاما . وكان الأسد قد وصل يوم الجمعة الماضية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ؛ والتقى بالعديد من القادة هناك ؛ على رأسهم الشيخ // محمد بن زايد … ولى عهد أبوظبي ؛ والشيخ // محمد بن راشد آل مكتوم …نائب رئيس الدولة ؛ والشيخ // منصور بن زايد … والعديد من الشيوخ والوزراء ؛ وتعد هذه الزيارة بمثابة نقطة البداية لعودة سوريا إلى الحضن العربي بعد قطيعة طويلة ؛ أنتهجتها معظم الدول العربية ومن بينها الإمارات . وكان للقيادة المصرية الرشيدة ذات النظرة العميقة رأي آخر أنذاك ؛ وهو أنه يجب أن لانفقد سوريا ولا يجب أن نسقط نظامها ؛ وهو ما وتر العلاقات المصرية السعودية بصفة خاصة وقتئذ ؛ ولكن ها هى الأيام تثبت بعد نظر القيادة المصرية وساستها . وكان الشيخ //محمد بن زايد … قد أعلن فى هذه الزيارة ؛ أن سوريا ركن أساسى من أركان الأمن العربي ؛ فى مؤشر لعودة العلاقات السورية العربية ؛ كما أعلن قادة الإمارات إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين . وانتقدت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال المتحدث الرسمي لها ” نيد برايس ” هذه الزيارة ؛ ودعت إلى مراجعة النظر والأخذ فى الأعتبار الفظائع التى أرتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري . وهذه الزيارة لها مدلولات واتجاهات قد تبدو متناقضة بعض الشيء !!! فهى ظاهريا قد تبدو ردا خليجيا على التقارب الأمريكي الإيرانى بعد القرب من إتمام الصفقة النووية بينهما ؛ وخاصة بعدما تحولت إدارة بايدن من موقف الحليف الاستراتيجي للخليج ؛ ورفضها تذويد السعودية بالصواريخ ؛ وإتمام صفقة الطائرات المقاتلة إلى الإمارات ؛ وهنا قامت دول الخليج الرئيسية كالسعودية والإمارات بالإضافة إلى مصر بتكوين جبهة موازية ؛ وظهرت خطوات هذه الجبهة فى المصالحات العربية القطرية بعد قمة ” العلا ” ؛ ثم التقارب الإماراتي التركى ؛ لقطع الطريق على التحالف الغربى فى ليبيا ؛ ثم رفض السعودية والإمارات ذيادة أنتاج النفط وعدم الاستجابة للإدارة الأمريكية ؛ والأنحياز للجبهة الروسية ولو بطريقة غير مباشرة فى ظل الحرب الأوكرانية ؛ مما ساهم في ذيادة الضغط على الإدارة الأمريكية . ولكن قد يكون هناك سبب آخر تباركه الإدارة الأمريكية ؛ وقد تؤيده فى الليل وتنتقضه بالنهار ؛ تهاجمه علانية وتؤيده فى السر والخفاء . خاصة بعد التقارب الإماراتي الإسرائيلي ؛ قد يكون السبب الغير معلن هو مطالبة الأسد بخروج القوات الإيرانية من سوريا ؛ تحت مسمى خروج جميع القوات الأجنبية . فالميليشيات الإيرانية في سوريا تؤرق إسرائيل ؛ وتمثل تهديدا خطيرا وانطلاقه لقواعد الصواريخ التى تصل إلى العمق الإسرائيلى ؛ وتتوعد إيران دائما بالرد على أستهداف إسرائيل لمنشأتها النووية ؛ وقد قامت إيران بالفعل بأستهداف القنصلية الأمريكية فى كردستان بوابل من الصواريخ بعد اكتشافها لعناصر من الموساد هناك . لذا قد يكون دور الإمارات هو دور الوسيط الذى يسعى للتهدئة وإزالة الأحتقان ؛ وأيضا قد يكون رسالة إلى الإدارة الأمريكية الحالية أننا نملك أوراق اللعبة فى أيدينا ؛ ونحتفظ بالكثير من أوراق الضغط نساوم بها عند اللزوم . وهذا التحليل قد تثبته أو تنفيه الأيام القادمة ؛ نسئل الله أن يحفظ مصر وسائر أقطار الوطن العربي .