أنا أسوان، البوابة الجنوبية لمصر عند الشلال الأول، كان اسمى سونو، بمعنى السوق، أيام قدماء المصريين، وقالوا إن اسمى من اللغة النوبية القديمة؛ وهو من مقطعين: أس بمعنى الماء، وان بمعنى الصوت العالى لاصطدام المياه الهادرة بالصخور العظيمة، فتصبح الشلال.
عرف القدماء أن الأرض كروية وليست مسطحة حين وضعوا مسلتين، واحدة عندى، والأخرى فى الإسكندرية، وفى ساعة محددة، وجدوا ظل شمس المسلتين يفرق بضع درجات، فعرفوا أن الأرض كروية، ونسب اليونان إلى أنفسهم هذا الكشف وقالوا إنه: إراتوسينس.
كان يوما الجمعة ٢٥ /٢ /٢٠٢٢، والسبت ٢٦ /٢ /٢٠٢٢ عيدين بالنسبة لى: تم إلغاء مؤتمر أفريكا سنترك المشبوه، شكرًا للدولة. زيارة الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، واللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، واللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، واللواء خالد شعيب، محافظ مطروح- جناح مؤسسة يارو للحضارة المصرية.
والتى يرأس مجلس إدارتها دكتور صديق عفيفى، ورئيس لجنتها العلمية صاحب هذه المقالة، والدكتورة هالة الطلحاتى مديرها التنفيذى، وكيف كان الانبهار والإعجاب بأنشطة هذه المؤسسة المصرية فى نشر أعظم حضارة، وقد تلاقى هوى السيد وزير الشباب والرياضة مع أحلام هذه المؤسسة فى تعليم الشباب كيف يقرأون لغة أجدادهم الهيروغليفية على جداريات المعابد والمسلات، وقد قص كاتب المقال على السيد الوزير والسادة محافظى المحافظات الحدودية الثلاث، كيف أصبح هذا القرن الواحد والعشرون يسمى قرن زهرة اللوتس.
كما جاء فى المجلة العلمية الأمريكية Scientific American، وذلك بعد اكتشاف عالِم النبات الألمانى بارتولوت خواص زهرة اللوتس الطاردة لأى شىء يلامسها، كالندى، والصمغ المائى، والتراب، فكان اختراعه ملعقة العسل التى تخرج من العسل بدون عسل، لأن سطحها كزهرة اللوتس، وذلك بعد قراءته نصًا بالهيروغليفية، تجدونه على الـ NET: Honey Spoon With Lotus Effect.
أما يوم ٢٦ /٢ فكان يومًا بكل الأيام، استضافت فيه جامعة أسوان السيد وزير الشباب والرياضة، كما استضافت محافظى المحافظات الحدودية، كما استضافت الدكتور أيمن عثمان، مدير جامعة أسوان، السفير مدحت المليجى، والدكتور عمرو الوردانى، والشخصية الرائعة دكتور عماد البنان، وزير الرياضة الأسبق، ودكتورة عزة الدرى، والدكتورة هالة الطلحاتى، والدكتورة نيرمين خضر، وكاتب هذه السطور للتحدث عن حروب الجيل الرابع وكيفية استعادة الوعى بما يحيط بمصر من مؤامرات. تحدث صاحب هذا المقال عن عظمة أسوان وأبناء أسوان، وذكر لهم كيف زار قبر عباس محمود العقاد عقب وفاته واضعًا على قبره باقة كبيرة من الزهور ولوحة كبيرة عليها أبيات من شعر العقاد تقول:
ستغرب شمس هذا العمر يومًا/ ويُغمض ناظرىَّ ليل الحِمام
فهل يسرى إلى قبرى خيال/ من الدنيا بأنباء الأنام؟
طبعت على الدنيا اسمى ورسمى/ فما أخشى رحيلى أو مقامى
كما حدّث شعب أسوان والسادة الحضور كيف قال العقاد عن نفسه: «أنا لا بك ولا باشا ولكنى أقول للبك والباشا كلا وحاشا، ولى قلم مرهوب الصرير وكلمة مسموعة النفير، بالرغم من أننى لا صاحب جريدة ولا رئيس تحرير، قام علىَّ أعداء من الشيوعية، النازية، الإخوانية، ولكن ربنا، رب الجنود، قال: عباس العقاد أدهم وأدود».
أخيرًا تطرق كاتب هذه السطور إلى مكافحة الجيل الرابع من الحروب بالحب والولاء والانتماء لمصر، وأيضًا المعرفة، والمعرفة بإضاءة المساحات المظلمة فى العقل الجمعى، كما أكد أن أجدادنا القدماء عرفوا التوحيد من قبل الأسرة الأولى، كما قامت حضارتهم على العدل بين الحاكم والمحكوم والعدالة الاجتماعية، فالكل أمام القانون سواء، كما أن اختيار موظفى الدولة كان بالكفاءة وليس بأى شىء آخر، كالقرب من الحاكم أو القوة المالية. انتهى الحفل بفرقة موسيقية مكونة من أطفال وشباب، تذكرت كلمات أفلاطون:
علموا أولادكم الموسيقى المصرية، فهى أرقى أنواع الموسيقى، علموهم من مصر كيف يتذوقون الفنون، ثم بعد ذلك أغلقوا السجون.