بقلم/ طه أبوبكر سعدالله
أولا :- يُعّرف الاحتكار في الاقتصاد بأنه الحالة التي يكون السوق فيها عبارة عن شركة واحدة أو فرد فقط تؤمن منتجا أو خدمة إلى جميع المستهلكين وتكون هذه الشركة مسيطرة على كامل السوق ولذلك تسمى بالمحتكِرة، وعندما تحتكر شركة ما أو فرد السوق فإنها تفرض الاسعار المناسبة لها لعدم وجود شركات منافسة وتتحكم بجودة المنتج أو الخدمة وتفرجها على المستهلك ….
ثانيا :- في ظل الظروف الحالية والتي تتمثل فى استغلال البعض للظروف الراهنة سواء الحروب الخارجية أو التضخم الاقتصادي للكثير من الدول ولجوء البعض إلي تخزين السلع الغذائية و نقص بعض المعروضات وارتفاع أسعار المحروقات عالمياً بالإضافة إلى جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير على صافي الدخل للمواطن البسيط.
ثالثا :- هنا يظهر دور الدولة المصرية وبقوة ممثلة في الوزارات والمؤسسات المعنية وزارة التموين والتجارة الداخلية وجهاز حماية المستهلك والوحدات المحلية والإعلام ووووو بفرض رقابة مشددة على الأسواق ووضع تسعيرة جبرية، ومصادرة السلع والضرب بيد من حديد على التجار المحتكرين .
رابعا :- يأتي الدور الهام جداً لرجال الدين في شرح وتوضيح أن المغالاة فى الأسعار واحتكار السلع حرام شرعا، وأكل لأموال الناس بالباطل. وأوضح العلماء أن الشريعة الإسلامية يسرت للناس سبل التعامل بالحلال لكى تكون أجواء المحبة سائدة بين الأفراد، وحرم الإسلام أكل أموال الناس بالباطل فقال تعالي:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ. صدق الله العظيم
وأخيرا إن تكاتف الشعب المصري ومنظمات المجتمع المدني كعادته في مثل هذه الأوقات و الإبلاغ عن أي محتكر أو من يتلاعب بالاسعار وايضا قيام الجهات الخيرية لمساعدة غير القادرين وتوزيع المساعدات لمن يستحق كنوع من أنواع التكافل الاجتماعي .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ” صدق رسول الله
حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء