كتبت نجوى نصر الدين
عندما تصل لهذه المرحلة لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاش أو جدال ولو خضت فيه ، لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطئ .
ستدرك بأنك لن تستطيع إصلاح الكون فالجاهل سيظل على حاله مهما كان مثقفاً والغبي سيظل غبياً !
سترمي كل مشاكلك وهمومك والأشياء التي تضايقك وراء ظهـرك وستكمل حياتك … نعم ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر ولكن لا تقلق سترجع للمرحلة الملكية مرة أخرى .
ستمشي في الشارع ملكاً مبتسماً ابتسامةً ساخرة وأنت ترى الناس تتلوّن وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا لزوم ولا قيمة لها !
ستعرف جيداً أن فرح اليوم لا يدوم وقد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس !
سيزداد إيمانك بالقضاء والقدر وستزداد يقيناً بأن الخيرة فيما اختاره الله لك .
إذا وصلت يوماً لتلك المرحلة لا تحاول أن تغير من نفسك، فأنت بذلك قد أصبحت ملكاً على نفسك … واعياً جداً … ومطمئناً من داخلك !
كلما تقدمنا في العمر زاد رشدنا وأدركنا أننا إذا لبسنا ساعة ب 300 أو 3000 فستعطيك نفس التوقيت .
وإذا امتلكنا محفظة نقود سعرها 30 أو 300 فلن يختلف ما في داخلها !
وإذا عشنا في مسكن مساحته 300 متر أو 3000 متر فإن مستوى الشعور بالوحدة واحد !
وفي النهاية سندرك أن السعادة لا تتيسر في الأشياء المادية فقط فسواء ركبت مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية فإنك ستصل لوجهتك في الوقت المحدد .
لذلك لا تحثوا أولادكم أن يكونوا أغنياء بل علموهم كيف يكونون أتقياء وعندما يكبرون سينظرون إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها .
سرعة الأيام مخيفة ! ما إن أضع رأسي على الوسادة إلا ويشرق نور الفجر وما إن أستيقظ إلا ويحين موعد النوم .
تسير أيامنا و لا تتوقف!
وأقول في نفسي … حقاً السعيد من ملأ صحيفته بالصالحات .
الأحداث تتسارع من حولنا … والأموات يتسابقون أمامنا ….
المرحلة الملكية لاتقاس بالعمر أوبعدد السنين التي عشناها
بل بحجم الوعي الذي حصلناه خلال هذه السنين .
تحياتي
نجوى نصر الدين