كتب : وائل عباس مخطأ من يظن أن الحرب الأوكرانية تجرى على جبهات القتال فقط ؛ أو أن موقعها هو الأراضى الأوكرانية بدءا بالحدود الروسية ؛ فلتلك الحروب ظلال أخرى قد تكون أشد خطورة مما يجرى على جبهات القتال ؛ وربما يكون ما يجرى على الجبهة ما هو إلا تشتيت الإنتباه عما يجرى خلف الكواليس على مستوى العالم ؛ فأوكرانيا لا تعدو أكثر من بالون أختبار للقوة الروسية ورد فعل القيادة هناك . وإليك سيدى القارىء الكريم صورة من ظلال تلك الحروب ؛ والتى كانت مصر فيها على قمة هرم الأستهداف الغربى ؛ فقد خرجت علينا سفارات الدول السبع الكبرى في مصر عبر سفارة بريطانيا ؛ يطالبون فيها مصر بإدانة الغزو الروسى ؛ ١٩٠ دولة عضو بالأمم المتحدة يا سادة يا كرام ؛ لم يتم مطالبة أى دولة منها بمثل هذا الطلب ؛ بل إن من أيدوا الغزو صراحة لم يستطع أحد الأقتراب منهم ؛ بل الأشد غرابة أن دولة كالهند أو الإمارات العربية ؛ الذين رفضوا فرض عقوبات على روسيا لم يتم مسألتهم أو مطالبتهم بمثل هذا الطلب الغريب ؛ والذى هدفه ضرب العلاقات المصرية الروسية ؛ والتى أوجعتهم فى تعددها بدءا من التسليح مرورا بالتعاون الاقتصادى بمحور قناة السويس ؛ والتعاون التكنولوجي حيث مفاعل الضبعة ؛ وكانت سياستهم باهتة محفوظة فمرة بطابع تهديدى مبطن من خلال ذلك البيان ؛ ومرة أخرى من خلال عرض الإتحاد الأوروبي المساهمة في حل مشكلة سد النهضة فى عرض صريح بذلك . ولكن القيادة المصرية أثبتت ذكاءا سياسيا ذو نكهة عالمية ؛ فقد دعت مصر لإجتماع لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لمتابعة الأزمة وأثاراها على المستوى الإقليمى والعالمى ؛ وهى بذلك تعلن أن رد فعلها لن يكون منفردا ؛ ولكن سيكون ذو طابع عربى جماعى ؛ وهى تعلم جيدا أن الحزب الديموقراطي الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية فى أقصى درجات التدنى من حيث الشعبية وهو مقبل على التجديد النصفي لحكومته ؛ والحزب الجمهورى بقيادة ترامب الذى أوجعهم بتصريحاته والذى هو قادم على رأس السلطة لا محالة . ومن ناحية أخرى حيث أجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ؛ فقد قامت مصر أيضا بالتصويت لصالح القرار الداعى برفض تلك الحرب ولكن نوهت أنه يجب التقصى عن الأسباب التى أدت لذلك الاجتياح ومعالجتها ؛ فى رسالة مفادها أنكم أنتم السبب المباشر في تلك الحرب بأقدامكم بتهديد أمن قوة عظمى ك روسيا ؛ وبذلك فقد فوتت الفرصة على دول الحلف داخل جمعيتهم العرجاء بالأمم المتحدة ؛ وجابهت بيان السفارة من خلال أجتماع وزراء الخارجية العرب . وكشفت موقفهم الضعيف الغير قادر على التحرك عسكريا لإنقاذ دولة لطالما رتبوا لقيادة تلك الدولة حتى غامرت بشعبها وأمنها فى سبيل الإنضمام للحلف ؛ وهم يعلمون جيدا أنها لا تعدو حطب نار المعركة القادمة لا محالة . كل التقدير للقيادة المصرية الوطنية الرشيدة المتمثلة في سيادة الرئيس ومعاونيه ؛ الذى حفظ للوطن كرامته وسما به إلى الصفوف الأولى فى مصاف الدول ذات القرار .