هبه الخولي /القاهره استكملت الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام فعاليات الورشة التثقفية ” الكتابة المسرحية ” حيث تفضل الأستاذ الدكتور مصطفى سليم رئيس قسم الدراما بأكاديمية الفنون بتناول آليات صناعة الإثارة الذهنية والوجدانية للمتلقي مشيراً إلى أن الإثارة والتشويق لدى الكاتب المسرحي هما بمثابة وسيلة تقنية في البناء الدرامي يهدفا في مقامهما الأول إلى شد انتباه المتلقي لما يحدث أمامه عبر تحريك القلق الممزوج بالمتعة ، وليكون المشارك كاتباً مسرحياً مبدعاً لابد له من معايشة شخصياته التي يرسمها أثناء كتابته للنص المسرحي يتخيل ملامحها وبعدها النفسي سواء كانت شخصية أساسية أو ثانوية ، مشيراً إلي أمر في منتهى الخطورة ألا وهو أن الكتابة المسرحية في مقامها الأول منتج إبداعي معرفي وهو ما يتم عندما يمتلك الكاتب مضمون نصه فالمضمون يتشكل طبقاً لأسلوب المضمون ، كما يجب أن يتسق الشكل مع المضمون فهناك الكاتب الذى يخضع مضمونه الفكرى لحتميات الإتساق الدرامى والشكل الفنى فى حين أخر يلح عليه المضمون إلحاحاً قد يجعل مسرحيته مجرد أداة عابرة لتوصيل مضمونه فالمضمون يتشكل طبقا للمعالجة الدرامية التى تصهره فى بوتقتها وتقدمه للجمهور فى قالب متماسك جيد كأنه يراه لأول مرة وبالتالى فليس هناك مضمون أو فكر أو موضوع مطلق أو مجرد أو مستقل بذاته ذلك لأنه يستحيل الفصل بين المضمون الفكرى والشكل الفنى فى العمل المسرحى الناضج فالتوازن والتفاعل الدرامى بين الفكر والفن ضرورة منطقية وجمالية مُلحة . ولكى يستطيع المؤلف تحقيق ذلك عليه أن يكون ذو ثقافة عالية وقدرة على رصد القضايا والمشكلات بل وتحليلها واختيار الزاوية التى يتناولها منها لكى تعبر عن رؤيته للقضية من خلال أعماله الفنية.