أنا أمين موبى، أحد حكماء مصر القديمة، عشت فى عصر الرعامسة، حوالى عشرة قرون قبل الميلاد، وضعت خلاصة تجاربى وتأملاتى فى الحياة فى بردية محفوظة فى المتحف البريطانى، هذه البردية كتبتها كوصية لابنى وللأجيال القادمة كيف نعيش سعداء فى هذه الحياة.. قسمت البردية إلى ثلاثين فصلًا، تراوح عدد الأسطر فى كل فصل بين أربعة أسطر وستة وثلاثين سطرًا، كتب عنى الأستاذ محسن عبدالعزيز فى الأهرام: إذا وجدت فقيرًا عليه دين كبير، فسامحه فى ثلثى الدين، وأبق واحدًا، وسوف تنام بعد ذلك نومًا هادئًا عميقًا، كما كتب عنى: هذا أحد تعاليم الحكيم المصرى أمين موبى، التى أهداها هذا المصلح العظيم إلى الإنسانية لتستطع بعد مئات السنين فى الكتب المقدسة، بعد أن قام بترجمتها ال3برانيون الر3اة.
«الأهرام ٤ فبراير ٢٠٢٢»، كيف أعبر عن شجاعة الأستاذ محسن عبدالعزيز فى قوله عنى: تكشف هذه الحكم التى قال بها أمين موبى أن ال3برانيين لم يسرقوا فكرة التوحيد فقط، ولكنهم سرقوا أيضًا نصوص كتبهم المقدسة، والشىء الأكثر مدعاة للدهشة والغرابة أنهم بعد أن سرقوا التوحيد والإيمان، أوهمونا بكفر جدودنا فصدقناهم «نفس المرجع السابق». إلى هنا انتهى كلام الأستاذ محسن عبدالعزيز.
لقد أنصفنى عالم المصريات العظيم: جيمس هنرى برستد فى كتابه: فجر الضمير ص٣٩٨ حيث يقارن بين ما قلته من حكم لابنى وما جاء فى سفر الأمثال ال3برانى: قلت: أمل أذنيك لتسمع أقوالى، واعكف قلبك على فهمها، لأنه مفيد إذا وضعتها فى قلبك. تجدون فى سفر الأمثال ال3برانى:
أمل أذنك واسمع كلام الحكماء، ووجه قلبك إلى معرفتى، لأنه حسن إن حفظتها فى جوفك.
كما قلت: الفقر وأنت فى يد الله، خير من الغنى فى المخزن.
وجاء فى سفر الأمثال ال3برانى: القليل مع مخافة الرب، خير من كنز عظيم، كما قلت فى برديتى: الكاتب الماهر فى وظيفته، سيجد نفسه من رجال البلاط، أخذ ال3برانيون ما قلت. تجدون فى سفر الأمثال ال3برى: الرجل المجتهد فى عمله، أمام الملوك يقف.
لقد وضعنا قانون الأخلاق المكون من ٤٢ فقرة فى الاعتراف الإنكارى، ٤٢ فقرة فى الاعتراف الإيجابى، لم نقل إنها وحى من عند الإله، بل قلنا إنها نصائح الحكماء والفلاسفة مثل كاجمنى، وأيبور، وجاء ال3برانيون أخذوها وقالوا إنها وحى من الله! لقد شوهوا ما قلنا، وعليكم العودة لفجر الضمير ص١٠ سوف تقرأون ما كتبه برستد عن الوصايا العشر، وكيف لا توجد فيها: لا تكذب، ويعلق برستد قائلًا: إن قانونًا أخلاقيًّا ليس فيه: لا تكذب، إنما هو قانون أخلاقى ناقص. كان من وصاياى: لا تسخر من أعمى، ولا تهزأ من قزم، ولا تقف فى طريق أعرج.
كلماتى هذه استشهدت بها أمل مبدى فى حفل ذوى الإعاقة. تركت فى برديتى: إذا سمعت خيرًا أو شرًّا، فاترك الشر وراءك، واجعل الحسن على لسانك، أما الكلام السيئ فاجعله مخفيًّا فى جوفك، هذا ما جعل كارين شوبارت، عمدة برلين، تقول: كيف سيصبح شكل العالم لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة؟! كما جعل والاس بادج يقول: نحن فى حاجة إلى قرنين من الزمان حتى نصل إلى هذا المستوى الرفيع من قانون الأخلاق فى مصر القديمة.
أخيرًا من نصائحى يا أحبائى:
لا تندفعوا وراء الثروة، كل إنسان مقدر له ساعته، لا تجهد نفسك فى طلب المزيد عندما تكون قد حصلت على حاجتك، ما فائدة عباءة الشيخ إذا كانت ضلالًا أمام الله؟!.
أخيرًا، أتمنى أن تعرفوا أننا عرفنا الإله الواحد من قبل الأسرة الأولى، وأننا أول من عرَّف العالم أن هناك حياة بعد هذه الحياة، وأن هناك حسابًا، وثوابًا، وعقابًا، وجنة، ونارًا، بينما ظل ال3برانيون حتى عصر السيد المسيح يعتقدون أن الأرواح تذهب لأرض شيول «أرض الظلمات» دون حساب!.