الأفلام التسجيلية أحد وسائل الإتصال الإعلامى السمعبصرية والتى تطورت عبر الأشكال الفنية المتميزة للإنتاج السينمائى وللأتصال الإعلامى الجماهيرى،و يرجع تاريخ الفيلم التسجيلى الى بداية ظهور السينما عام 1895 حيث بدأت خطواته مع ظهور الفن السينمائى على يد الأوائل من المبدعين أمثال الأخوة لوميير الذين ساهموا مع أصدقائهم فى تصوير أول فيلم تسجيلى سينمائى يتناول الحياة اليومية للعمال فى المصانع ومتابعة دخول العمال وخروجهم وكذلك وصول القطارات إلى المحطات ويذكر أن الظهور والانتشار الأهم للأفلام التسجيلية السينمائية كان فى الحرب العالمية الأولى بعرض اللقطات الإخبارية التى تصويرها من خلال المراسلون الحربيون بالمعارك والذى تطور بعد التقدم التكنولوجيا فى صناعة الكاميرات فى العالم وظهور أول الاجهزة لألتقاط الصور السينمائية المتحركة واستخدامها فى الرحلات وفى الثقافة وفى توثيق الأحداث والأفلام الوثائقية وتطوير أجهزة التسجيل الصوتى مع انتشار القنوات التليفزيونية العامة والمتخصصة فى مجالات متعددة مثل الإخبارية والتعليمية والثقافية والرياضية والدينية والترفيهية — ويرجع تاريخ ظهور الفيلم التسجيلى فى مصر إلى بداية القرن العشرين من خلال تصوير وقائع الحياة اليومية وظهور الأفلام التسجيلية السينمائية والأفلام القصيرة التى كانت تعتمد على الفنيين والمخرجين والمؤلفين الأجانب فى تشغيلها إلى ان ظهرت المشروعات الوطنية مثل الجرائد السينمائية الإخبارية العادية واهتمام رجال الأعمال الوطنيين مثل طلعت حرب بقطاع السينما ومحمد بيومي الذى انشاء أول جريدة سينمائية بأسم ” أمون ” والتى تناولت الزعيم سعد زغلول فى عودته إلى الوطن من منفاه وظهور منتجين مصريين أمثال جمال مدكور وبنك مصر الذى تولى الرعاية للسينما التسجيلية بدعم رجل الأعمال طلعت حرب ثم تظهر شركات الإنتاج مثل شركة شل المصرية التى ومشاء وحدة إنتاج سينمائية ومجلة سينمائية وقدم المخرج المصرى نيازى مصطفى اول فيلم تسجيلى مصرى يهدف إلى الدعاية السياسية وإلى جانب ظهور المصور السينمائى حسن مراد الذى انشاء جريدة مصر السينمائية وسعد نديم الذى رصد وسجل معظم المناسبات والأحداث وخاصتا العسكرية — وكان لرواد السينما التسجيلية فى مصر والعالم جون جريرسون، وروبرت فلاهرتي، ودزيجا فيرتوف الأثر الأكبر فى الترويج والدعاية والتثقيف والتوعية لكل فئات المجتمع العالمى فى حين ان رواد الفن التسجيلى فى مصر أمثال سعد نديم، وصلاح التهامي ، وكامل التلمساني وحسن التلمساني، وعبد القادر التلمساني، و يحيى حقي، ومن السينمائيين الروائيين الرواد أحمد كامل مرسى، وصلاح أبو سيف، وكمال الشيخ، وخليل شوقى والذين ساهموا فى وضع وترسيخ مبادىء الإنتاج التسجيلى التى صنعت تاريخا مميزا للأفلام السينمائية والافلام التسجيلية فى مصر والتى بدأت بالفعل فى مصر عام 1990 إلى جانب الدور الفنى والتقنى والمادى للإذاعة والتليفزيون والهيئة العامة للاستعلامات ومركز الفيلم التجريبى ودور القطاع الخاص فى انتاج الافلام التسجيلية من خلال استوديو مصر فى دعمهم للأفلام السينمائية التسجيلية الداعمة للتنمية المستدامة والشاملة والمرأة والطفل والشباب والتعليم والصحة والبيئة إلى جانب معظم المناسبات والقضايا التى تخص الشأن العام — وتتحدد المشكلات التى تواجه الأفلام التسجيلية المصرية فى مشكلة التمويل والميزانية ومشاكل العرض السينمائى والتخطيط والتنسيق وبالتالى التنفيذ وهذه المشكلات تتوقف على سياسات الدول واقتصادياتها وثقافتها خاصتا وإن الدور الذى يقوم به الفيلم التسجيلى فى المجتمع بشكل عام من خلال المساهمة فى حل المشكلات التى تواجه المجتمع وفى تسجيل وتوثيق الأحداث الهامة وإعلام الجماهير بالمنجزات وتدعيم القيم التى تخدم التنمية المستدامة والشاملة وتربية الذوق والإحساس بالجمال وعرض وجه مصر فى كافة دول العالم وتنمية الإنسان المصرى والمعالجة الخلاقة للواقع والاهتمام بتنشئة الطفل لخلق جيل يتناسب مع التطور والتقدم السريع للعالم فى عصر السموات المفتوحة للاقمار الصناعية والهواتف الذكية وشبكات التواصل الإجتماعى والسوشيال ميديا وذلك من خلال دراستنا لعلوم الإعلام العامة بكلية الإعلام جامعة القاهرة لعلم “الأفلام الوثائقية والبرامج التسجيلية” لأستاذى الجليل دكتور محمد نبيل طلب