هل يصبح الغاز المصري الملاذ الآمن للغرب في ظل تفاقم الأزمة الروسية- الأوكرانية ؟؟
هل يمكن للغاز المسال أن يسد الفجوة؟ وقد أثارت الخطوة الجدل مجددا داخل أروقة الاتحاد الأوروبي عن مدى إمكانية أن يوفر الغاز الطبيعي المسال حلا دائما قد تلجأ إليه أوروبا بدلا عن الغاز الروسي.
وتزامن ذلك مع تحذير الولايات المتحدة من التهديد الذي تشكله الهيمنة الروسية على قطاع الغاز الطبيعي ربما في محاولة لتعزيز صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، في ضوء طفرة الغاز الصخري التي حدثت في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، إذ أصبحت أمريكا أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم في الوقت الحالي.
ورغم محاولات شركات الطاقة الأمريكية زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 20٪ تقريبا لتصل إلى 13.9 مليار قدم مكعب يوميا بحلول نهاية العام، إلا أنّ هذه الإمدادات لن تسد احتياجات أوروبا من الطاقة لإنقاذها في حالة قيام بوتين بوقف تزويد أوروبا بالغاز.
الحاجة إلى المزيد من الوقت لأن الغاز الطبيعي المسال لن يكون قادرا على سد فجوة الغاز الروسي بشكل كامل على المدى القصير جراء غياب “القدرة على توفير فائض غاز على المدى القصير، من قبل مصدرين مثل الولايات المتحدة وقطر”.
وأضاف أنه على الرغم من أن أوروبا لا تزال لديها القدرة على معالجة الغاز السائل الخام التي يتم استيراده أو إعادة تحويله إلى غاز طبيعي، إلا أن هناك صعوبة في وصول هذا الغاز في نهاية المطاف إلى “المستهلكين نظرا لأن البنية التحتية للتوزيع ليست مصممة لاستيعاب هذا التحول الكبير إلى الغاز الطبيعي المسال”.
وفي إشارة أخرى إلى أزمة الطاقة في أوروبا، أجرت الإدارة الأمريكية مفاوضات في الآونة الأخيرة مع العديد من كبرى شركات الطاقة في العالم لمناقشة خطط طوارئ، ترمي إلى إيصال الغاز إلى أوروبا إذا أقدمت روسيا على وقف إمدادات الغاز.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية قاما بالتواصل مع هذه الشركات لمعرفة كيف يمكن سد الفجوة وتقديم إمدادات إضافية إذا لزم الأمر.
ويبدو أن الرياح الأمريكية تأتي بما تشتهي السفن الأوروبية، إذ أدت أزمة الإمدادات على مستوى العالم، خاصة ما يتعلق بسلاسل التوريد إلى توافر القليل من الغاز المتاح في الوقت الحالي لتعويض الغاز الروسي، .
وفي سياق متصل، أنه بدون زيادة في حجم استيراد كميات كبيرة سوءا من الغاز الطبيعي أو الغاز الطبيعي المسال، فإن أوروبا سوف تواجه سيناريو أسوأ يتمثل في تفاقم أزمة تعويض أي نقص مؤقت في الإمدادات الروسية.
ماذا عن الفحم؟ وفي ظل هذه الأزمة، فإن إمكانية استخدام الفحم في تشغيل محطات الطاقة، مضيفا “أن المدافعين عن البيئة سيعارضون الأمر، لكن في حقيقة الأمر هذا هو الخيار الوحيد على المدى القريب”.
يشار إلى أن بوتين قد أكد أن افتتاح خط أنابيب الغاز الروسي “نورد ستريم 2” الذي يربط روسيا بألمانيا سيساعد في تخفيف أزمة الطاقة في أوروبا.
ومن الجدير بالذكر أن العمل في تنفيذ المشروع قد اكتمل في سبتمبر العام الماضي، لكن لم يتم التشغيل بعد انتظارا لموافقة الهيئات التنظيمية في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، فيما علق منظم الطاقة الألماني إجراءات الموافقة على الخط، إذ ذكر أن الموافقة النهائية إيذانا بتشغيل الخط لن تصدر قبل النصف الثاني من العام المقبل.
خط نورد ستريم 2 ورغم أن الحكومة الألمانية تلقي باللائمة في إعطاء الضوء الأخضر للبدء في تشغيل الخط على عقبات تنظيمية، إلا أنه لا يمكن غض الطرف عن أزمة شرق أوكرانيا التي تلعب دورا في تأجيل التشغيل.
وتجنى بولندا وأوكرانيا الكثير من الأموال نظير عائدات رسوم العبور التي تدفعها شركة غازبروم مقابل مرور الغاز الروسي عبر أراضيهما إلى أوروبا الغربية.
وإزاء ذلك، تخشى كييف ووارسو من تأثير خط “نورد ستريم 2” الذي سينقل الغاز من الأراضي الروسية مرورا بمياه بحر البلطيق إلى ألمانيا مباشرة.
، أن تخفيف أزمة الطاقة لا يعتمد على افتتاح خط “نورد ستريم 2 “، “تمتلك روسيا إمكانيات لضخ المزيد من الغاز عبر خطوط الأنابيب الحالية إذ رغبت في ذلك”.
“وقد يرجع الأمر إلى اللعبة التي يمارسها بوتين أو إلى مشاكل الإمداد في حقول الغاز في روسيا، لذا فإن الأمر يكتنفه الكثير من الغموض”. وسوف تري ما ستسفر عنه الايام القليلة القادمة