متابعة /أيمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب نشرت صحيفة الأوبزرفر مراجعة لكتاب صدر حديثاً يتضمن مذكرات ديفيد فريدمان الذى كان يشغل سابقاً منصب السفير الأمريكى فى إسرائيل فى عهد الرئيس دونالد ترامب.
وكان فريمان يعد عنصراً أساسياً فى صياغة الإتفاقيات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات بين الكيان الغاصب اليهودى وأربع دول عربية.
وتحمل المذكرات عنوان مطرقة ثقيلة” مع عنوان فرعى: كيف أدى الإنفصال عن الماضى الى إحلال السلام فى الشرق الأوسط وتؤكد أن عهد ترامب وفريدمان مثل رفضاً لرؤية باراك أوباما للمنطقة.
ويقول الكاتب لويد غرين فى عرضه للكتاب إن واشنطن تمكنت بمساعدة فريدمان من نقل سفارتها الى القدس كما تركت الإتفاق النووى الإيرانى. ويضيف: أما الفلسطينيون، فلم يعودوا يشغلون مساحة خالية من الإيجار فى الضمير الجمهورى.
ورأى غرين أن فريدمان لم يكن خاضعاً لريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأول فى عهد ترامب. وبإعتباره داعماً متحمساً للمستوطنات العبرية فى الأراضى المحتلة، لم يكن يريد الحفاظ على الوضع القائم.
ولاحظ الكاتب أن العنوان الفرعى لفريدمان عن السلام فى الشرق الأوسط ليس دقيقاً إذ أن الفلسطينيين بالطبع ليسوا راضين كما أن الحرب فى اليمن. وتلك الطائرات بدون طيار والصواريخ التى تضرب الإمارات. جعلت الأمور بين الكيان الغاصب والفرس سيئة وربما تزداد سوءاً. وأشارت المراجعة الى أن الكتاب ركز على المظالم العرقية وتوقعات التضامن من قبل اليهود لكون فريدمان، اليهودى كان قد “إتهم أوباما بمعاداة السامية كما إتهم مجموعة جيه ستريت وهى جماعة يهودية ليبرالية بأنها أسوأ من السجناء اليهود الذين عملوا كحراس فى معسكرات الإعتقال النازية. وقال غرين إن ترامب يتمتع فى إسرائيل بسمعة الأسد وهو محبوب هناك بحسب تعبير فريدمان.
وإنتقد فريدمان فى الكتاب الهان عمر ورشيدة طليب عضوتا الكونغرس التقدميين الديمقراطي ين بسبب عدائهما للكيان الغاصب بحسب غرين الذى أشار الى أنه كسفير لم يكن لديه مشكلة فى محاولة منعهما من دخول للكيان الغاصب كجزء من وفد من الكونغرس.
لكن التقرير أشار أيضاً الى أن غضب فريدمان إنتقائى لأنه ليس لديه ما يقول عن هجوم تشارلوتسفيل فى أغسطس/ آب 2017.
وقال غرين إن فريدمان يتأرجح مراراً وتكراراً فى إتجاه محمود عباس متحدياً رغبة الزعيم الفلسطينى فى التوصل الى إتفاق مع اليهود.
فى هذا الوقت يذكر الكاتب أن ترامب قال فى مقابلة موثقة فى كتاب آخر لباراك رافيد إنه يعتقد أن نتنياهو لا يريد صنع السلام. ولم يكن يريد ذلك قط. بالنسبة لعباس قضينا كثيراً من الوقت معاً نتحدث عن أشياء كثيرة. وكان تقريباً مثل الأب. أعنى لقد كان لطيفاً جداً ولم يكن ليكون أكثر لطفاً.
في كتاب فريدمان أيضاً يصف الأخير جهوده لمساعدة نتنياهو فى تشكيل حكومة. وختم غرين المراجعة بالقول إن كتاب فريدمان ليس مجرد مذكرات. إنه إختبار مكتوب جيداً لعام 2024 وما بعده أى العام الذى ستشهد فيه الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وننتقل الى صحيفة الإندبندنت أون صنداى التى خصصت إفتتاحيتها لآخر المستجدات فى الساحة الأوكرانية.
ورأت الصحيفة أنه مع إقتراب المواجهة بين روسيا وأوكرانيا يشير بعض المحللين الى أن جو بايدن قد دق ناقوس الخطر بشأن غزو روسى وشيك كوسيلة لردع فلاديمير بوتين من شن عملية كاذبة من شأنها أن تسمح له بالإدعاء بأنه يعمل ضد العدوان الأوكرانى.
وقالت الافتتاحية تبدو هذه لعبة خطيرة لأسباب ليس أقلها أنه كلما زادت توقعات العمل العسكرى الروسى إرتفعت تكلفة تراجع الرئيس بوتين عن حافة الهاوية. ورأت أنه يتعين على الولايات المتحدة والناتو أن تسهّل على بوتين أن يقرر عدم غزو أوكرانيا بدلاً من جعل الأمر يبدو وكأنه تراجع محرج. وأضافت الاندبندنت يجب أن نكون واضحين أن هذه الأزمة هى فى الأساس من صنع بوتين.
وأشارت الى أن الصحيفة نفسها سعت دائماً إلى فهم الكبرياء الروسى، والطريقة التى يمكن بها رؤية بعض مظاهر إنتصار نهاية التاريخ التى أعقبت إنهيار الإتحاد السوفيتى من خلال عيون روسيا. لكن هذا التاريخ ليس عذراً للعدوان الروسى على أوكرانيا الذى أدى بالفعل الى ضم شبه جزيرة القرم والى الإنفصالية المدعومة من روسيا فى دونباس.
وإعتبرت الصحيفة أن فكرة أن توسع الناتو شرقاً يتطلب من بوتين حشد 100 الف جندى الآن على الحدود الأوكرانية هى فكرة سخيفة موضحة أن توسع الناتو جاء نتيجة قرارات الدول الديمقراطية ذات السيادة وكان التمديد الأخير للحلف شرقاً عندما إنضمت بلغاريا ورومانيا ودول البلطيق قبل 18 عاما.
وقالت الإفتتاحية إنه إذا كان شعب أوكرانيا يريد الإنضمام الى الناتو، فهذا حقه السيادى على الرغم من أن أعضاء الناتو كانوا مترددين فى تشجيعهم على القيام بذلك.
وإعتبرت أن بوتين قد فعل الكثير لدفع الشعب الأوكرانى الى أحضان الناتو أكثر مما فعل الناتو فى أى وقت مضى. وأن ادعائه بشكل أو بآخر، أن أوكرانيا جزء من روسيا الكبرى قد فعل الكثير لتحفيز الهوية الوطنية الأوكرانية أكثر من أى دعاية ضعيفة تمولها الولايات المتحدة للترويج للديمقراطية الليبرالية.
وأشارت الصحيفة الى إن الرئيس بايدن وبوريس جونسون محقان فى الإشارة الى الحقيقة الأساسية: أن غزو أوكرانيا وإحتلالها فكرة مروعة من وجهة نظر بوتين. أكثر بكثير من شبه جزيرة القرم ودونباس، وبخاصة من الشيشان ستخاطر بأعداد كبيرة من الأرواح الروسية والموارد الهائلة فى حرب عصابات لا يمكن الفوز بها.
وقالت يجب أن يعرف بوتين ذلك، وهذا هو السبب فى أن الغزو الشامل بدأ دائماً غير مرجح. لقد بدأ منذ فترة طويلة أكثر معقولية أن بوتين منخرط فى مواقف لإثارة المشاعر القومية فى الداخل والحصول على تنازلات فى الخارج.
وتعتقد الصحيفة أن بوتين يأمل فى ترهيب الأوكرانيين والحصول على وعود من الولايات المتحدة والناتو بأنهم سيحترمون مجال النفوذ الروسى فى أوروبا الشرقية.
وختمت الصحيفة بالقول إن هذه ليست تعهدات يجب على القادة الغربيين تقديمها لأنها تتعارض مع حق تقرير المصير لشعبى أوكرانيا وبيلاروسيا. ولكن على نفس القدر يجب على بايدن وجونسون تجنب زيادة المخاطر بطرق تجعل من الصعب على بوتين إنهاء هذه الأزمة دون إراقة دماء.