كتب : وائل عباس حادثة غريبة وجريمة عظمى أخرى تضاف لسلسلة جرائم نظام مبارك ؛ تلك الجريمة التى تكشفت أخيرا عند زيارة كل من : الرئيس الإسرائ يلي ؛ ورئيس الوزراء بينيت نفيتالى . إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ؛ ثم أعقبها زيارة لوزير الدفاع الإسرائ يلي إلى مملكة البحرين . تلك الكارثة هى أستقلالهم فى كل زيارة يقومون بها إلى الدول العربية التى طبعت معهم نفس الطائرة ؛ نفس الطائرة البوينج 707 القديمة الصنع ؛ تلك الطائرة الغير مسموح لها بالطيران ولا الهبوط فى مطارات آوروبا وامريكا ؛ لقلة إجراءات السلامة وقدم تاريخ تصنيعها . ترى ما الذى جعل المسؤولين الإسرائ يليين يستخدمون نفس الطائرة ؛ وخاصة في زياراتهم للدول العربية التى تم التطبيع الرسمى فيما بينهم فقط . وما هى قصة هذه الطائرة ؟ إليكم الكارثة . تلك الطائرة هى طائرة الرئيس الراحل أنور السادات ؛ والتى استخدمها فى رحلته إلى إسرائ يل ؛ والتى هبط من على سلمها فاتحا منتصرا . كيف وصلت هذه الطائرة هناك ؟ ومتى وصلت ؟ ومن فرط فى هذا الإرث التاريخي ؟ نحن أمام جريمة نكراء وخيانة عظمى بحق الوطن ؛ من أقدم على تلك الخيانة ؟ تجرأ وأقدم على تلك الجريمة مبارك ونظامه خططوا ونفذوا لهذا الجرم ببراعة ؛ ولكن يأبى القدر إلا أن تتكشف تلك الخيانة ؛ وتظهر للعلن واضحة جليه ؛ فها هو جسم الجريمة يحلق في السماء يهبط فى مطارات دول الخليج المطيع معهم حديثا . وإليكم تفاصيل الجريمة كاملة : قام نظام مبارك بخطة تبدو ذكية فى أنظارهم ليخفوا معالم خيانتهم ؛ فعرضوا الطائرة للبيع سنة ٢٠٠٥ ؛ ليبدو الأمر طبيعيا بحجة قدم موديل الطائرة ؛ وهم على يقين أن قيمة تلك الطائرة بالذات ليس فى نوعها ولا قدرتها على الطيران ؛ ولكن قيمتها فى الحدث الذى تم بها ؛ قيمتها تكمن فيمن كان على ظهرها فاتحا منتصرا . عرضوها للبيع فاشترتها شركة مدنية سلوفاكية ليبدو الأمر طبيعيا ؛ فمكثت حوالى سنة هناك ؛ ثم باعتها الشركة إلى شركة تايلندية أخرى ؛ ثم أرسلت إلى بانكوك وخزنت هناك حتى عام ٢٠٠٩ ؛ ثم أختفت الطائرة بعد ذلك . لتظهر فجأة فى إسرائ يل بعد أن تم صيانتها بالكامل لتعاود التحليق في الأجواء العربية المطبعة حديثا ؛ وكأنها رسالة مفادها ( وإن عدتم عدنا ) . تذكرنى تلك الحادثة بالحادثة الشهيرة والجريمة النكراء فى حق مومياء الفرعون المصري العظيم ( رمسيس الثاني ) التى ذهبت للترميم فى فرنسا ؛ وسمحت الحكومة الفرنسية بزيارة سرية لوزير الدفاع الإسرائ يلي ( موشى ديان ) لحجرة الترميم ؛ فقام بضرب المومياء بعصا المارشال التى فى يده قائلا : ( أخرجتنا منها أحياء وأخرجناك منها ميتا ) وكادت أن تنشب أزمة ديبلوماسية بين مصر وفرنسا بعد أن أحتجت الحكومة المصرية وثار الرئيس السادات . نفس الشبه بين الموقفين مع أختلاف التفاصيل ؛ خيانة ولكن هذه المرة من الداخل ؛ نظام عميل باع كل شىء ؛ حتى الإرث التاريخي وأدوات النصر . ذلك هو نظام مبارك وتلك أحدى مواقفه .