اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب داهمت قوات أمريكية خاصة موقعاً تقول إنه يتبع جهاديين شمال غربى سوريا على مقربة من الحدود التركية.
وقال متحدث بإسم وزارة الدفاع الأمريكية بنتاجون إن الهجوم الأمريكى الذى يأتى فى إطار مكافحة الإرهاب تم بنجاح دون إصابات أمريكية.
وأعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن تسعة أشخاص على الأقل، بينهم طفلان وامرأة قتلوا الخميس خلال عملية الإنزال الجوى الذى نفذته القوات الأمريكية الخاصة.
بينما أفاد تقرير لمنظمة الخوز البيضاء الإغاثية أن 13 شخصاًعلى الأقل بينهم ستة أطفال وأربع نساء قتلوا فى قرية أطمة بمحافظة إدلب خلال الهجوم الأمريكى.
ويعتقد أن تكون المنطقة ملجأ لجهاديين أجانب على صلة بتنظيم القاعدة. وأشار المرصد أن مروحيات تابعة للتحالف الذى تقوده الولايات المتحدة نفذت إنزالا قرب مخيمات أطمة بحثاً عن مطلوبين جهاديين لم تتضح هوياتهم بعد.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر فى المعارضة المسلحة، رفض الإفصاح عن هويته أن الغارة استهدفت جهادياًكان فى ذلك التوقيت رفقة عائلته. وقال المصدر إن عناصر من جماعة هيئة تحرير الشام التى تسيطر على أجزاء من شمال غربى سوريا هرعت الى الموقع بعد الغارة.
وقال سكان من أطمة إن عدداً من المروحيات هبطت فى المكان قُرب منتصف ليل الأربعاء (00:22 بتوقيت غرينيتش) قبل أن يُسمع دوى قصف وإطلاق نار لمدة ساعتين.
وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن الغارة إنتهت بمغادرة المروحيات للموقع غير أن طائرات إستطلاع مجهولة الهوية ظلت تحلّق في المكان. ويعيش فى هذه المنطقة الحدودية عشرات الآلاف من السوريين الذين شردتهم الحرب.
وتناقل ناشطون على وسائل التواصل الإجتماعى صوراً لمنازل مهدمة من جراء العملية الأمريكية.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة، إن العملية الأمريكية كانت الأكبر فى شمال غربى سوريا منذ إستهداف زعيم تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية أبو بكر
البغدادى على أيدي قوات خاصة فى أكتوبر/تشرين الأول 2019. وكان البنتاغون أعلن قبل شهر عن مقتل قيادى بارز من جماعة حراس الدين. ولم ترد تقارير حتى الآن بشأن هوية الأشخاص المستهدفين فى هذه العملية الأمريكية لكن تبادلاً لإطلاق النار أثناء العملية يشير الى مقاومة إستمرت زهاء ساعتين، بحسب شهود عيان.
وكان يُطلَق على هيئة تحرير الشام إسم جبهة النصرة والتى كانت بدورها جزءاً من تنظيم القاعدة حتى عام 2016. وكانت عناصر أجنبية قد إنشقت عن الجماعة ودشّنت جماعة جديدة تحت إسم حُراس الدين والتى تمّ تصنيفها تنظيماً إرهابياً تعرّض لضربات خلال السنوات الماضية من قبل قوات التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة. ولسنوات، شنت قوات أمريكية غارات مستخدمة فى معظمها طائرات مسيرة لإستهداف قيادات جهادية على صلة بتنظيم القاعدة فى الشمال السورى.
ويسرى فى إدلب وقف لإطلاق النار منذ مارس/آذار 2020 لكنه يتعرض لخروقات بين الحين والآخر تسفر عن سقوط مدنيين الى جانب مقاتلين مستهدفين. وتسببت الحرب الأهلية فى سوريا على مدى نحو أحد عشر عاماً فى مقتل نحو نصف مليون شخص وتشريد أكثر من نصف السوريين داخل البلاد وخارجها.