بعد ماراثون طويل إستغرق ٥٤ ساعة، كانت هي الوقت الأصلي ل٣٦ مباراة، إسدل الستار مساء أمس الخميس علي دور المجموعات بكأس أمم أفريقيا و التي إنطلقت في ال٩ من يناير الجاري بالكاميرون ٢٠٢١. و قد أسفر عن مفارقات و مفاجآت لم تذكرها صفحات التاريخ الكروي الإفريقي من قبل ، و سيظل صداها مدويا لسنوات كثيرة قادمة.
و البداية كانت ثورة للفهد الأسمر (إيتو) رئيس الاتحاد الكاميروني ضد أباطرة الفيفا، نجح من خلالها و بدعم من الإتحاد الإفريقي، في إقامة البطولة في موعدها منتصرا علي كل الشكوك التي ثارت حول تأجيلها بسبب تخوف رابطة الأندية الأوروبية من إنتشار متحور ميكرون. و خاصية الهيلوجرام تظهر لنا لقطة فنية رائعة للأسد الكاميروني خلال مراسم حفل الإفتتاح، و منتخب أسود الكاميرون يقص شريط الإفتتاح بالفوز ٢-١ علي منتخب بوركينافاسو.
و قد حفل الدور الأول بمفارقة هي الأولي من نوعها في ملاعب كرة القدم، كان بطلها الحكم الزامبي جاني سيكازوي، و الذي أطلق صافرة نهاية مباراة مالي و تونس في الدقيقة ٨٩، و بدون إحتساب وقت بدل من الضائع، مما أثار لاعبو المنتخب التونسي و الذي كان يبحث عن هدف التعادل، و قد رفضت اللجنة المنظمة طلبا تونسيا بإعادة المباراة و اعتمدوا فوز منتخب مالي ١-صفر، مع عدم اعتبار منتخب تونس منسحبا.!!.
و قد حمل الدور الأول مفاجآت مدوية، كانت الأولي بخروج منتخب غانا (البلاك ستارز) و الذي قبع في المركز الأخير في المجموعة الثالثة بنقطة واحدة فقط أثر هزمتين من المغرب و الجابون و تعادل مرير مع جزر القمر !!. كذلك خروج مخزي لمحاربي الصحراء (الجزائر) و حامل اللقب السابق و المرشح الاول للبطولة بعد أن تلقت شباكه ٤ أهداف مقابل هدف يتيم، فقد إفتتح مبارياته بتعادل مع سيراليون و هزمتين متتاليتين من غينيا الاستوائية و كوت ديفوار. اما منتخب تونس فقد لحق بالدور الثاني بصعوبةو بعد ان حل ثالث المجموعة السادسة ب٣ نقاط و بعد ان تلقي هزمتين من مالي و جامبيا، و فوز سهل علي موريتانيا التي تلقت شباكها ٧ أهداف في ٣ مباريات دون أن تسجل هي هدفا واحدا.
هذا و يشهد دور ال ١٦ منافسات حامية الوطيس والذي قد تتواصل من خلاله المفاجآت بإقصاء فرق رشحها الخبراء و وصول فرق لم تكن يوما ما تحلم بالوصول الي المربع الذهبي، و قد يكون للكورونا بصمة في ذلك!!.