اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب تباعد سياسى ليس بسبب كورونا ولكن بسبب التوتر بين روسيا والناتو. لكن الهدف خفض التصعيد الخلافات عميقة ليس من السهل تجاوزها. روسيا تسيطر على مطار الماتى بكازاخستان، تحول مدينة الماتى الكازخستانية الى بؤرة حرب. الإحتجاجات تتأجج.
تحذيرات من نشوب حرب فى أوروبا. لهجة الخطاب بين روسيا والدول الغربية تزداد حدة يوما بعد يوم، حتى أن رئيس منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا بدأ يحذر من حرب محتملة فى أوروبا بينما يتحدث الروس عن تحرك للدفاع عن الأمن القومى فى حال لم يكن الردّ إيجابياً.
لم يستبعد رئيس منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا زبيجنيو راو من إندلاع حرب فى أوروبا. وذلك مع بدء مباحثات فى فيينا بشأن خفض التوترات بين روسيا والدول الغربية.
وأشار راو، الذى يشغل منصب وزير الخارجية البولندية الى حشد القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية. وقال يبدو أن خطر إندلاع حرب فى منطقة منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا أكبر من أى وقت خلال الـ30 عاماً الماضية.
ودافع عن إستخدام المنظمة لخفض التوترات الإقليمية وذلك فى أثناء حديثه أمام الدول الأعضاء الـ57 بما فى ذلك روسيا والولايات المتحدة .
ويأتى هذا الإجتماع بعد إجراء مباحثات أزمة بين أمريكا وروسيا فى جنيف الإثنين الماضى وعقد إجتماع نادر بين حلف شمال الأطلسى (الناتو) وروسيا فى بروكسل الأربعاء. فى المقابل، قال مبعوث روسيا لدى منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا خلال إجتماع للمنظمة الخميس (13 يناير/ كانون الثانى 2021)، إن موسكو ستتحرك للدفاع عن أمنها القومى إذا لم تتلق رداً إيجابياً من الغرب على مطالبها الأمنية.
وكتبت البعثة الروسية الى منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا على تويتر نقلاً عن المبعوث ألكسندر لوكاشيفيتش إذا لم نسمع رداً إيجابياً على مقترحاتنا خلال إطار زمنى معقول وإستمر السلوك العدوانى تجاه روسيا، فسيتعين علينا إتخاذ الإجراءات اللآزمة لضمان التوازن الإستراتيجى والقضاء على التهديدات غير المقبولة لأمننا القومى.
ويعتقد الناتو أن حشد عدد كبير من القوات الروسية على الحدود يمثل تهديداً أمنياً على أوكرانيا. فى حين ترى موسكو أن توسع الناتو يمثل تهديداً عليها وطالبت بتعهدات بعدم حصول دول مثل أوكرانيا وجورجيا على العضوية فى المستقبل.
وقال راو إن الأزمة الحالية تمثل تحدياً لإستقرار وأمن النظام الأوروبى. وأضاف أن المنظمة تعد المنصة الحقيقية لمناقشة المشاكل الأمنية لبعض الدول وتدشين إجراءات لبناء الثقة وذلك دون الاشارة بصورة مباشرة لموسكو وواشنطن. يشار الى أن منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا هى المنتدى الأمنى الإقليمى الوحيد الذى تجلس فيه الولايات المتحدة وروسيا بإنتظام على نفس الطاولة.
كما يراقب مراقبو منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا الوضع فى شرق أوكرانيا الذى يسيطر عليه جزئيا إنفصاليون موالون لروسيا تدعمهم موسكو.
وقال مايكل كاربنتر، ممثل الولايات المتحدة لدى المنظمة إن المنظمة يمكن أن تثبت أنها المكان المثالى لتخفيف التوترات. وأضاف فقط فى منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا يمكننا أن نجلس سوياً على نفس الطاولة جميع أصوات الدول الـ57 الأعضاء متساوية لمناقشة سبل تعزيز الأمن فى الحفاظ على المبادئ والإلتزامات الأساسية ويشمل ذلك إحترام السيادة والوحدة الإقليمية للدول الأعضاء وحدود كل دولة وعدم إستخدام القوة أو التلويح بإستخدامها.