عرفت الجزائر في الفترة الأخيرة تنظيم العديد من التظاهرات الخاصة بعروض الأزياء التي تستوحي تصاميمها من الأزياء التقليدية والتراث الجزائري سواء الزي الصحراوي والقبائلي والأندلسي والتي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
وقد انتشرت تلك العروض في ولايات وهران والعاصمة وقسنطينة التي أحيت تراث البلوزة الوهرانية والشدة التلمسانية والحايك العاصمي والبرنوس الذي يعتبر أحد رموز الفخر والاعتزاز في الجزائر.
في هذا الصدد أكد المشرف العام على تنظيم أسبوع الموضة بولاية وهران، توميات لخضر، أن الحدث تم تنظيمه بالتزامن مع احتفال الباهية باليوم الوطني للبلوزة الوهرانية بمسرح وهران الجهوي عبد القادر علولة وإحدى المراكز الخاصة للعروض بوسط المدينة.
وقد حملت الطبعة شعار قديم بصح أوريجينال أي قديم ولكن أصلي وذلك في إشارة إلى المزج بين ما هو تقليدي وعصري وهو الأمر الذي انعكس على التصاميم التي قدمت بلمسة تراثية وشبابية في الوقت نفسه.
وقال توميات : الهدف من التظاهرة ليس تجاري فقط وإنما هو حلقة الوصل بين مختلف الأجيال.
وشارك 10 من مصممي أزياء في تقديم عرض مميزة بمدينة وهران وقد ابتكر كل واحد منهم أسلوبا خاص لتقديم العروض التي تحاكي الزي التقليدي وخاصة القشبية التي صنعت الحدث بتوقيع المصمم والفنان الشهير بلقب الموسطاش كما تم تقديم البلوزة الوهرانية والقفطان في شكل جديد يتماشى مع لغة العصر ليستهوي جيل اليوم من البنات.وقال الفنان هشام غاوة الشهير بالموسطاش لموقع سكاي نيوز عربية أن جيل اليوم يتسم بالتميز في رؤيته الفنية للأشياء لهذا قدم لهم عرضا يحاكي الواقع بلمسة عصرية كنوع من التكريم للباس القشبية الذي ظل يعد اللباس اليومي للأجداد لقرون من الزمن.
من جهتها، أكد الفنانة الزهونية التي تحمل لقب سفيرة البلوزة الوهرانية على أهمية هذه المبادرات والاهتمام بالتراث اللامادي الجزائري.
وقالت الزهونية: الجزائر تتمتع بتراث ثقافي ضارب في عنق التاريخ واللباس يعد جزء من الهوية ويجب أن نورث هذه الكنوز للأجيال القادمة.
في ذات السياق، أوضحت المصممة الجزائرية فايزة عنتري بوزار أن الملابس التقليدية تعود إلى عصور بعيدة ولقد تطورت وفقا لتطور البشرية عبر التاريخ وهي اليوم تشكل عناصر مهمة من التراث الثقافي للشعوب.
وقالت بوزار : تاريخ الجزائر غني جدا ومتنوع، ومدينة وهران غارقة في الثقافة الإسبانية الأندلسية، وتصميم مثل هذه الأزياء مهم وهو يحكي جوانب خاصة من الذاكرة الشعبية المشتركة.ويؤكد الباحثين في علم التراث أن الزي التقليدي الجزائري وخاصة النسائي، احتفظ بالعديد من العناصر المميزة، خاصة في المناسبات الرسمية والأفراح حيث نجد اليوم نفس أساليب التطريز التي كان يقدمها الأجداد سواء في أغطية الرأس والزينة والمجهورات بالنسبة للمرأة.
في هذا الصدد أكد الباحث في التاريخ جمال يحياوي على أن الأزياء هي جزء من هوية الشعوب، وسردها بهذا الشكل هو أمر مهم جدا.
وقال الباحث الجزائري : لقد تميز التاريخ الجزائري بالعديد من الأزياء التي أبهرت الفنانين العالمية لقد رسمت العديد من اللوحات الرائعة خاصة في القرن التاسع عشر بواسطة ريشة جان بابتيست وديلاكروا وهي أعمال موجودة في متحف اللوفر والتي تصور جمال ملابس المرأة الجزائرية في ذلك الوقت.