متابعة عادل شلبى استضافت مصر في الأسبوع الماضي الاجتماع السابع عشر للجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية “سيسا” (CISSA)، حيث تسلمت مصر رئاسة اللجنة من رئيس المخابرات النيجيرية، لمدة عام. “سيسا” هي لجنة منبثقة عن مجلس الأمن والسلم الأفريقي، تتولى التحليل الاستخباري والاستراتيجي لمهددات السلم والأمن في القارة الأفريقية. ولقد رحب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي برؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية، خلال اجتماعهم، مؤكداً على ضرورة بذل أقصى جهد للحفاظ على أمن القارة الأفريقية.
والواقع أن أهمية هذا الاجتماع تنبع من دور الاستخبارات، باعتبارها عنصر فاعل في عملية صنع أي قرار؛ فكلما كانت المعلومات الصادرة عن أجهزة الاستخبارات صحيحة ودقيقة، كلما صارت القرارات صائبة، والعكس صحيح. ومن هنا يبرز أهمية دور الاستخبارات في دول القارة الأفريقية، التي تعج بالصراعات، مما يتطلب ضرورة تضافر جهود أجهزة الاستخبارات، بهدف الوصول للمعلومات الدقيقة، خاصة وأن علم الاستخبارات يؤكد أن نجاح الأجهزة الاستخباراتية مرهون بالتعاون والتنسيق مع نظرائها، سواء لتأكيد سلامة المعلومة، أو استكمالها، بما يساعد متخذي القرار، من الوصول للقرارات السليمة. ومن هنا تبرز أهمية ذلك المؤتمر، في ضرورة توافر الجهود للتعاون بين أجهزة المخابرات في الدول الأفريقية، خاصة في تلك الفترة، التي تشهد العديد من النزاعات.
أما تولي مصر لرئاسة الدورة الحالية، فيرجع لرغبة العديد من الدول الأفريقية، في الاستفادة من خبراتها، في هذا المجال الحيوي، باعتبار مصر أقدم وأعرق، أجهزة الاستخبارات في المنطقة العربية والشرق الأوسط وافريقيا، وكذلك لتدريب الكوادر الاستخباراتية، من الدول الأفريقية، في معاهد ومراكز التدريب المصرية. كما تهتم العديد من أجهزة الاستخبارات الأفريقية في الاستفادة من خبرة مصر في مقاومة، والتصدي، لعمليات الهجرة غير الشرعية، بعدما صارت أحد الملفات الساخنة، التي تعاني منها الكثير من دول القارة، بينما حققت فيها مصر طفرة كبيرة، بأنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تعاني من تلك القضية، وهو ما لم يكن محض صدفة، وإنما نتاج جهد وعمل، يقف وراءه العديد من أجهزة الدولة.
وهكذا نرى، مرة أخرى، أن مصر تعود إلى أفريقيا، بخطوات واسعة، تلك الاستراتيجية التي انتهجها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه قيادة البلاد، وأشرف سيادته على تنفيذها على كافة الأصعدة، السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، واليوم، يُضاف مجال التعاون الاستخباراتي، لتستأنف مصر دورها المحوري في القارة.