قام المهاجرين بجزيرة ليسبوس البابا بالتحية ووصف الوضع بالجزيرة بالإنهيار الحضارى. وطلب مهاجمة الأسباب المؤدية الى الهجرة. يدعو للحوار ونبذ العنف وعدم تجاهل معاناة اللآجئين. دعا البابا فرنسيس الى الحوار، وأشار فى رسالته بمناسبة عيد الميلاد الى المآسى الهائلة التى تمر فى صمت فى سوريا واليمن والعراق مطالباً بعدم تجاهل معاناة المهاجرين واللآجئين والمعتقلين السياسيين والنساء من ضحايا العنف. إستنكر البابا فرنسيس بابا الفاتيكان فى رسالته يوم السبت (25 ديسمبر/كانون أول 2021) بمناسبة عيد الميلاد الإستقطاب المتزايد فى العلاقات الشخصية والدولية وقال إن الحوار وحده هو القادر على حل صراعات تتراوح من الخلافات الأسرية الى التهديدات بالحرب.
ودعا البابا فى رسالته الى روما والعالم الأفراد وقادة العالم الى الحوار مع بعضهم بعضاً بدلاً من التعنت، مشيراً الى أن التباعد زاد بسبب جائحة كوفيد-19. وقال فى عظته التى القاها من شرفة كاتدرائية القديس بطرس “باتت قدرتنا على إقامة علاقات إجتماعية موضع شك، فيما يزداد الميل الى الإنغلاق على الذات، والعدول عن الخروج واللقاء وفعل الأشياء سويا.
وأضاف وعلى الصعيد الدولى أيضا ثمة خطرُ نبذ الحوار. خطر أن تقود الأزمة المعقدة الى البحث عن طرق مختصرة، عوضاً عن دروب الحوار الطويلة التى هى وحدها كفيلة بإيجاد حلول للصراعات وبالتوصل الى فوائد متقاسمة ومستدامة.
وقال ماذا سيكون العالم بدون الحوار الصّابر الذى قام به أشخاص كثيرون أسحياء فحافظوا على وَحدة العائلات والجماعات.. فى هذا الوقت من الجائحة ندرك هذا الأمر بصورة أشدّ. قدرتنا على العلاقات الإجتماعيّة مرّت بإختبار قاس، إذ زاد فينا الميل إلى الإنغلاق على أنفسنا، والى أن نعمل الأمور كلّ واحد وحده وتوقفنا عن الخروج وعن لقائنا بعضنا مع بعض، وعن القيام بالأشياء معاً. وأشار البابا فرنسيس (85 عاماً) الى النزاعات أو الإضطرابات أو الأزمات فى سوريا واليمن وا والدولة الصهيونية والفلسطين وأفغانستان وميانمار وأوكرانيا والسودان وجنوب السودان وأنحاء أخرى.
وأكد البابا في عظته ما زلنا نرى الصّراعات والأزمات العديدة والمخاصمات. يبدو أنّها لا تنتهى أبداً وصرنا نكاد لا نتنبه لها. ولقد إعتدنا على ذلك لدرجة أنّ المآسى الهائلة صارت تمُرُّ فى صمت، وصرنا نكاد لا نسمع صرخة الألم واليأس من إخوة وأخوات لنا كثيرين. وذكر على وجه الخصوص سوريا والعراق واليمن وقال فى هذا السياق “لنفكّر فى الشعب السّورى، الذي يعيش فى حرب منذ أكثر من عشر سنوات تسببت فى وقوع الضّحايا الكثيرين وعدد لا يحصى من اللآجئين. ولننظر الى العراق الذى لا يزال يكافح لينهض بعد صراع طويل. ولنصغِ الى صرخة الأطفال التى ترتفع من اليمن، حيث المأساة الضخمة، التى نسيها الجميع، وما زالت تستمر منذ سنوات فى صمت، وتسبب الموت في كلّ يوم.
كما تحدّث البابا عن الوضع فى أوكرانيا فى وقت يتصاعد التوتر بين روسيا والغرب بشأن مصير البلد السوفياتى السابق، ودعا الرب من أجل اللقاء والحوار وأن لا يسمح أن ينتشر فى أوكرانيا النزاع المستعصى مثل السرطان.
وناشد حبر الكنيسة الكاثوليكية الشعوب بعدم تجاهل معاناة المهاجرين واللآجئين والنازحين والمعتقلين السياسيين والنساء من ضحايا العنف، وحث زعماء العالم على حماية البيئة من أجل الأجيال القادمة.
وصلى البابا أيضاً من أجل النساء ضحايا العنف فى خضم الجائحة وللأطفال الذين يعانون من سوء المعاملة ولكبار السن، الذين يعانون من الوحدة. وبعد ذلك منح البابا البركة التقليدية للمدينة وللعالم وتمنى للمؤمنين عيد ميلاد سعيد.