يظل يوم ٢٣ ديسمبر في ذاكرة المصريين مرتبطا بالنصر على قوات العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي في عام 1956
، ذكرى ستبقى على مر التاريخ والأيام خالدة في الوجدان ، وعيد النصر الذي تحتفل به مصر في هذا اليوم من كل عام هو عيد يخلد ذكرى النصر في حرب مسلحة على العدوان والقوى الغاشمة وسياسة القوة ،
حرب تحول الشعب كله فيها إلى جيش يدافع عن وطنه وشرفة وعزته وكرامته ، واتجهت فيها مصر من بورسعيد للعالم مطالبة بتثبيت قواعد العدالة وحق تقرير المصير.
إن الاحتفال بعيد النصر يتوج نضال شعب انتصر في معركة ضارية لإيمانه بأن بلده لا يملكها غيره ، الكل حمل السلاح شبابا وشيوخا ونساء وقام ليقاتل في سبيل الدفاع عن مصر، الشعب كله قام عن بكرة أبية بالسلاح يقاتل بعناد ويدافع عن حريته واستقلاله في قتال مرير من أجل الحرية والاستقلال، وكان أهل بورسعيد هم طليعة المعركة التي تعرضت للعدوان ، ففدت بورسعيد الباسلة الشجاعة المجاهدة مصر والأمة العربية.
صفحة مشرفة من مناسبة خالدة جمعت بين شعب بورسعيد والشعب في كل مكان على أرض مصر ، فكان عيد النصر ذكرى لانتصار القوات المصرية والشعب المصري والإرادة المصرية على قوات العدو الغادر على أرض مدينة بور سعيد إلى أن تحقق تحرير كامل الأراضي المصرية من احتلال المعتدى الغاصب ، وتأكدت مصرية قناة السويس.
يوم 23 ديسمبر تم فيه جلاء آخر عسكري انجليزي وفرنسي عن أرض بورسعيد فارين من كفاح مسلح و نصر كامل حققه المصريون جيشا وشعبا في معركة العدوان الثلاثي التي استخدم فيها المعتدى القنابل الطائرات وأساطيل الدول العظمى
ورجال مظلاته بهدف إخضاع مصر ، والقضاء على شعلة الحرية التي أضرمتها مصر منذ ثورة يوليو، وواجهت مصر الطائرات والبوارج والدبابات ، واجهت الضربة بالضربة والعدوان بالعدوان والقتل بالقتل .
معركة كبيرة اشترك فيها دول ثلاث قاتل فيها الجيش و الشعب فى بورفؤاد ، وكانت بورسعيد تقاوم وتقاتل وخلفها شعب بأكمله يقاوم ويقاتل مصممين على الانتصار فى تلك الحرب الشاملة بهذه الروح لتحقيق النصر فى المعركة
، فكانت معركة بورسعيد اول انتصار حقيقى للقومية العربية ، حيث اشترك العرب جميعا فيها وهبوا ينادون للقتال ويهددون مصالح المعتدى
، معركة أسفرت عن ترسيخ ٤ مبادئ أساسية هي تأكيد ملكية قناة السويس ، والاستقلال الاقتصادي لمصر، وتمصير المؤسسات التابعة لدول العدوان ، بالإضافة إلى تأكيد وتثبيت حريات شعوب آسيوية وأفريقية حصلت على استقلالها بمساعدة ودعم مصري٠
واليوم في الذكرى ٦٥ للانتصار على العدوان الثلاثي ، تنظر مصر للماضي بانتصاراته ومعاركة ودم شهدائه وأعلام نصره متوجهه للمستقبل لكى تعمل وتبنى من أجل السلام وخلق وطن أقوى وأشد عزما وأعمق إيمانا ، وأعظم رجالا ،
لتخوض معركة البناء والتنمية ، فعلى بعد خطوات من ساحة قتال حرب بورسعيد ، بدأت معركة التشييد والتعمير في مشروع شرق التفريعة ، لتؤكد إصرار شعب وجيش على ازدهار وطنه وتنميته تنمية مستدامة ، موجهين دعوة للسلام للعالم أجمع من أرض
بورسعيد حيث المجد والبناء والتنمية تحملها ذكرى هذه المناسبة لتحثهم على ضرورة العمل من أجل السلام.