تفقد الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، اليوم الخميس، أعمال الترميم الجارية بمعبد دندرة الأثري، بمدينة قنا. وتابع ” وزيري ” خلال زيارته للمعبد أعمال الحماية والتنظيف ورفع ” الصناج “ وعوامل التعرية من فوق النقوش والرسوم والألوان بالصالة الثانية والغرف الداخلية لاستعادة بريقها القديم، وهي الأعمال التي يقوم بها مرممون وأثريون مصريون وذلك على غرار الأعمال الجارية بمعابد الكرنك والأقصر.
وتأتي الأعمال التي تفقدها ” وزيري ” استكمالا لمراحل ترميم وتطوير عدة، كان آخرها ترميم وتنظيف صالة الأعمدة الكبرى وصالة الإشراق (التجلي الثانية) وتطوير نظم الإضاءة الداخلية والخارجية للمعبد، بجانب ترميم الماميزي (بيت الولادة الروماني)، وبوابة المعبد الرئيسية في الجهة الشمالية وإظهار الألوان الموجودة بعتب وسقف البوابة وتنظيف سلم النزول المستقيم بالمعبد وصالة الأعمدة الكبرى، وثلاثة سراديب وسطح المعبد.
كما بدأت الوزارة في عام ٢٠١٩ مشروع تطوير فناء معبد دندرة بالتعاون مع البعثة الأثرية الفرنسية لتحويله إلى متحف مفتوح للقطع والعناصر الأثرية الحجرية التي كانت ملقاة على أرض المعبد منذ اكتشافها حيث تم وضعها على عدد من المصاطب الحجرية في الجهة اليسرى من بوابة الدخول الرئيسية للمعبد كما تم وضع القطع التي كانت موجودة بمخزن الماميزي (بيت الولادة) بالمعبد. يذكر أن الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، قام في فبراير ٢٠٢٠ بافتتاح ثلاثة سراديب وبانوراما (سطح) معبد دندرة بعد الانتهاء من مشروع ترميمهما مؤكداً على أن افتتاح بانوراما (سطح) معبد دندرة يعد نقطة جذب سياحي جديدة.
وتعتبر السراديب الثلاثة التي تم افتتاحهم للزيارة ضمن 12 سرداباً كانوا مغلقين بالمعبد ماعدا واحد منها فقط موجود خلف قدس الأقداس كان مفتوحا للزيارة، أما الـ11 سرداب الباقية مغلقة وتم الانتهاء من ترميم ثلاثة منهم وافتتاحهم للزيارة ليرتفع عدد السراديب المسموح بزيارتها إلى أربعة، بالإضافة إلى بانوراما (سطح) المعبد الذى تم الانتهاء من ترميمها وافتتاحها ايضا للزائرين بعد غلقها لسنوات طويلة. يذكر أن معبد دندرة قد شُيد لعبادة الإلهة حتحور إلهه الحب والجمال والأسرة عند قدماء المصريين، على الشاطئ الغربي من النيل، ويرجع تاريخ بناءه إلى العصر اليوناني الروماني حيث بناه الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملي، وأضاف إليه العديد من أباطرة الرومان بحيث استمرت عملية بناءه نحو 200 سنة. ويتميز المعبد بفن معماري فريد وغني باللوحات والنقوش، كما زينت جدرانه وأعمدته بكتابات هيروغليفية وتماثيل محفورة بالغة الدقة الجمال.
وتبين النقوش الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان أغسطس، تبريوس و نيرو يقدمون القرابين إلى الآلهة على النحو الذي كان يتبعه قدماء المصريين. ويتميز المعبد بمناظره الفلكية التى تزين أسقفه التى تعتبر تحفة إبداعية فهو من أبرز التحف المعمارية في تاريخ مصر القديمة، ويمكن الوصول إلى السقف العلوي عن طريق سلالم مزينة بمناظر للمواكب الكهنوتية وهم صاعدين على السلالم حاملين تماثيل حتحور في نقوش فرعونية رائعة، وهي تمثل الاحتفالات برأس السنة.
وتعد واجهة معبد حتحور من أروع الواجهات الفرعونية القديمة الخاصة بالمعابد يبلغ عرضها 35 مترا وارتفاعها 12.5 متر يتصدر واجهة المعبد أعمدة ضخمة رائعة أعلاها متوج برسومات لروؤس الإله حتحور ( الأوجه الحتحورية)، وكذلك معبد الولادة الإلهية الثاني الذي شيد في عهد أغسطس والذي يحتوي على نقش بارز يجسد بوابة وهمية تصل إلى العالم الآخر، يعلوها ثلاث أقراص للشمس المجنحة، ثم صفًا من أفاعي الكوبرا المتوجة بأقراص الشمس ويبلغ عدد الاعمدة التي تحمل سقف قاعة المعبد 24 عمودًا.