صدر حديثا كتاب “اقتصادات الثقافة”، للكاتب حسام محمد عبد العظيم، عن دار الميدان للنشر والتوزيع.
وأوضح حسام محمد، أن هناك علاقة طردية بين الثقافة والاقتصاد، فكلما ازدهرت الثقافة انعكس ازدهارها بالإيجاب على الاقتصاد، فمن البديهي أن الاقتصاد والتنمية يستفيدان من الثقافة، وقد حققت دول كثيرة فوائد اقتصادية كبيرة من ثقافتها من ناحية تأثير الثقافة الإيجابي على السلوك المجتمعي الذي يصب في نهاية المطاف في صالح الاقتصاد، وكذلك من ناحية استثمار تراثها الثقافي، بل وحرفها اليدوية في تحقيق عوائد ومدخولات مالية مباشرة.
وأضاف حسام محمد، أن الكتاب يناقش قضية استثمار الثقافة كصناعة وكسلوك في الاقتصاد وهو أمر تاخرنا فيه كثيرا وما زلنا، و مصر قد عانت ولا زالت من أفكار وأحداث تتعلق بالإرهاب والثأر والكراهية داخل المجتمع وأن هذه الأحداث قد عطلت الاقتصاد الثقافي طويلا، وإذا وضعنا في الاعتبار أن الأحداث الناتجة عن هذه الأفكار قد ساهمت بشكل مؤثر في تراجع هذا النوع من الاقتصاد الذي تقترب قيمته من 5% من حجم الاقتصاد العالمي، وإذا أخذنا هذه النسبة عبر السنوات العشر الماضية لقلنا ببساطة أن خسائر اقتصاديات الثقافة في مصر تبلغ حوالي 50 مليار دولار وأن هذا الرقم يقترب من التريليون دولار خلال الربع قرن الماضي.
وتابع: وهو ناتج عن تفشي هذه المفاهيم في المجتمع، التي كان من نتائجها انتشار الإرهاب الذي أضعف مردودات اقتصاديات الثقافة إلى حد هائل، بجانب عناصر أخرى تتعلق بسوء الإدارة والتخطيط لاقتصاديات الثقافة في المجتمع المصري، بجانب عدم وضوح الرؤية أمام المُخطط المصري للدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في دعم الاقتصاد والقضاء على البطالة ورفاهية هذا الانسان وعودة الجماليات والأخلاق إلى الشارع المنهك بثقافة في بعضها متخلف وبالٍ.