بأهالينا، الذين أمضوا في الحياة دهور، فأحنت ظهورهم، وأضاءت بالشيب رؤوسهم، وأذاغت أبصارهم، وأوهنت أجسادهم، رفقا… لأن علامات الحياة فى أجسادهم وعلى وجوههم، و في مشاعرهم، هى من رسمت لنا خطانا، وأضاءت لنا بصرنا وبصيرتنا.
نحتهم، ومشقتهم في الحياة هم من صنعوا لنا النهر، وزرعوا لنا البستان، وأثلجوا عقولنا بالمعرفة، رفقا .. بهم..فهم من صنعوا لنا الأمان، وعلمونا العبادة، ووضعوا لنا تراث من الإنسانية ننهل منه كل لحظة… رفقا.. ياسيدي بوالديك، بأهلك، بجيرانك، بمن تراه وقد أعجزته الحياة جسدا أو عقلا، فهم من قبل كانوا أزهار الحياة،وهم من سبقوا فأثمرت الحياة بهم، ونحن لهم لاحقون… طيبوا خواطرهم، بالكلمة والفعل والنظرة، هم أحوج مايكون: لشعاع حنان؛ يضيء لهم جفاء السنين ويضيء لهم مابقي من عمرهم… رفقا… فما كان الرفق فى فعل إلا زانه وجعله أثرا للقلوب…. رفقا… فالإنسانية…هى الرفق.. ولا تنس، حتمية الزمن، وأن لاشيء يبقى على حاله، وأن البركة أجمل ميراث تتركه لمن تحب، وعماد البركة ( الرفق ). … أضاء الله نفوسكم وعقولكم وأجسادكم برفق لاينضب….