كتب : وائل عباس
كتبت عدة مرات سابقة عن الحرب الأعلامية الضروس التى تعرض لها الوطن ؛ وكيف لدولة بحجم وحداثة قطر أن تستطيع أن تفهم قواعد اللعبة جيدا ؛ وتخطو خطوات عملاقة حتى استطاعت أن تناطح دول بحجم السعودية ومصر والإمارات ؛ بل أستطاعت أن تسقط أنظمة كاملة فى محيطها الشرق اوسطى ؛ دولة صغيرة لا عدة ولا عتاد ولا قدرة بشرية فرضت شروطها على طاولة الحوار ؛ وهرع الكل لنيل رضاها .
إنه سلاح الإعلام يا سادة ؛ ذلك السلاح الناعم الذى لا يطلق رصاصة في وجه العدو ولا يوجه مدفعا ولا يسير طائرة مقاتلة كانت أو حتى مسيرة .
كيف تم ذلك وخاصة مع دولة كمصر ؛ لها في الإعلام باع وذراع ؛ بها أكاديميات وجامعات وكليات متخصصة في تدريس الإعلام وإدارته ؛ لنا فيه خبرة ودراية وأحترافية ؛ ولكن ….
دولة كمصر قد تم تغييب إعلامها بفعل فاعل ولصالح نظام خائن ؛ دارت سياسته الإعلامية وتمركزت حول الحاكم ألا وهو ( نظام مبارك ) ؛ ضموا أصحاب النفاق من الإعلاميين واستبعدوا أهل الخبرة والعلم ؛ سوقوا لشعبها التفاهة وشتتوا أفكارهم مرة بالطعن فى الدين وأفساد الذوق العام بفن هابط ؛ ومرة أخرى بالبعد عن المصداقية وتزييف الحقائق وإظهار الامور على غير طبيعتها .
فى حين أن قطر تعاملت مع الموضوع بمنتهى الأحترافية والنظرة المستقبلية العميقة ؛ قاموا من خلال قناة الجزيرة بحشد كتيبة محترفة من إعلامى الوطن العربى ؛ هيأوا لهم كل شىء غالوا فى رواتبهم حتى يتفانوا فى مهمتهم الحربية . وهى غزو الشعوب العربية ؛ فأستطاعوا أن يدخلوا كل بيت عربى ؛ من خلال نقل الحدث فى ساعته وتاريخه ؛ ثم توثيق ذلك الحدث ومناقشته بموضوعية ؛ فتحوا مواضيع للنقاش كانت كل الأنظمة العربية تشدد الرقابة وتمنع الأقتراب منها ؛ تم ذلك بحجة حرية الصحافة والإعلام ؛ ولكن الغرض المبطن هو الحرب ؛ نعم الحرب للسيطرة على الوطن العربي بأكمله ؛ هذا من جانب …..
وأما على الجانب الآخر فقد استطاعت قطر السيطرة على المواطن العربي بمنتهى النعومة والاحترافية والقوة ؛ وذلك من خلال قنواتها الرياضية التى استطاعت أن تستحوذ على نقل معظم الأحداث الرياضية على مستوى العالم ؛ سواء الأحداث العالمية أو العربية ؛ وهى تعلم جيدا مدى تعلق المواطن العربي بالرياضة وخاصة كرة القدم ؛ فتمكنت شكلا وموضوعا على معظم الشعوب العربية .
بل لم تكتفى بذلك فقد استطاعت أن تمول أقلام وصحف ومنصات عالمية فى دول العالم لصالح سياساتها العدائية ؛ واستطاعت أن توجههم وقتما شاءت .
كل هذا ونحن إلى الآن لم نتدارك الموقف ؛ ولم نتعظ من التجربة ؛ نحن لم تبدء بعد ؛ وربما لم ننتبه بعد
مازلنا نفكر في أغانى المهرجانات وحجبها ؛ مازلنا نحارب بمهرجانات العري دون أى مقاومة من أهل الإعلام لدينا ؛ مازال إعلامنا فى غيبوبة يتأرجح بين القيل والقال فى توافه الأمور .
سياسة الهرى هى سياستنا ؛ سياسة قد حذر السيد الرئيس منها ونهى عنها ؛ رئيس الوزراء لا يلقى بالا لهذا الأمر الخطير الذى قد يتفاقم ؛ سياسة غزو العقول والسيطرة عليها ؛ الهيئة الوطنية للإعلام شبه مغيبة ؛ القائمين على الإعلام الرسمى كلهم موظفين بلا روح ولا فكر ؛ رواتب وأموال تنفق بلا فائدة ؛ تضيع هباء
أفيقوا يرحمكم الله ؛ أنتبهوا أيها السادة