قالت إحدي النساء من أصل مكسيكي :”أنا أمريكية من جيل جديد من المهاجرين اللاتينيين لكن عائلتي لم تقطع الحدود.. بل الحدود هي التي قطعتنا!!.” كثير منا لا يعرف أن ولايات (كاليفورنيا و نيفادا و يوتا و نيومكسيكو و تكساس) كانت جزءا من الأراضي المكسيكية و كذلك كانت أجزاء من أريزونا.. كلورادو.. يومينج.. كانساس. أوكلاهوما. إن الحدث الذي أدي إلى نقل تلك الأراضي هي إتفاقية (جوادالوبي-هيدالجو) والتي تعرف رسمياً بإسم إتفاقية السلام و الصداقة و الحدود و التسوية النهائية بين المكسيك و الولايات المتحدة الأمريكية في ١٨٤٨ ختاما للحرب التي قامت بينهما في ١٨٤٦ و التي أطلق عليها المؤرخون الحرب المكسيكية والتي تمثل إحدي مراحل البلطجة الأمريكية لفرض سطوتها ومد نفوذها.
و تروي الأحداث أن المكسيك بعد خروجها من حرب دامت ١٦ سنه أدت إلي استقلالها في ١٨٢١ قد عمدت إلي تحسين اقتصادها وتعزيز قبضتها على الأراضي الشمالية الواسعة (كاليفورنيا.. نيومكسيكو.. تكساس) فقامت ببيع مساحات من الأراضي بأسعار مخفضة مع إعفاء ضريبي لمدة ٥ سنوات لكل أجنبي يرغب في الحصول على الجنسية المكسيكية ويلتزم بالامتثال بقوانين البلاد .
ونتيجة لذلك وبمرور السنوات استقر عدد كبير من الوافدين من بلدان عدة في سهول تكساس الخصبة وتحولوا الي مواطنين مكسيكيين ومن بينهم عدد كبير من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية حتي أصبح لكل مكسيكي ٨ يتحدثون الإنجليزية. في نهاية ١٨٤٥ صوت الكونجرس الأمريكي بضم تكساس نزولا علي رغبة الأمريكيين المقيمين في الأراضي المكسيكية مثلما حدث في إتفاقية بيع إقليم لويزيانا في ١٩٠٣
في بداية ١٨٤٦ أعطي الرئيس الأمريكي جيمس بولك أوامره للجنرال زكريا تيلور لشن حملة حتي نهر برافو في الأراضي المكسيكية و جراء المواجهات والتي كانت في بداية الأمر للمكسيكيين أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على المكسيك في أبريل١٨٤٦ و بالتزامن قامت قطع من الجيش الأمريكي بالدخول إلى المكسيك من عدة محاور وقامت البحرية الأمريكية بإغلاق خليج المكسيك والشواطئ الشرقية التي تطل علي المحيط الهادي و حلت الهزائم بالمكسيكيين. و في مقابل إنسحابها طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من المكسيك أن تسلمها ولايتي نيو مكسيكو و كاليفورنيا العليا و أن تسمح لها بعبور حر عبر منطقة (تيهوانتيبيك) و إزاء رفض حكومة المكسيك تلك الشروط تابع الجنود الأمريكيون تقدمهم حتي وصلوا الي تخوم مدينة مكسيكو. و جراء الهزيمة استقال الرئيس المكسيكي أنتونيو لويس دي سانتانا و قام خلفه رئيس المحكمة العليا مانويل دي لابينيا بالعودة الي مناقشات الإستسلام و بمقتضاها انتهى الأمر بتوقيع إتفاقية (جوادا لوبي – هيدالجو) التي بالإضافة إلى نقل ملكية الأراضي جعلت نهر برافو خطا حدوديا فصل تكساس عن المكسيك.
و كنتيجة لذلك اعتبرت تلك الإتفاقية من النقاط الأكثر سوادا في التاريخ المكسيكي حيث خسرت معها أكثر من نصف مساحة أراضيها. وفي عام ٢٠١١ بدأت الأصوات تتعالي في المكسيك بعودة تلك الأراضي التي سرقتها الولايات المتحدة إلي المكسيك مرة أخري. وقد علق أحدهم بقوله ردا على بناء الجدار الفاصل بين المكسيك و الولايات المتحدة :(معا حتي إستعادة الأرض).