كتب : وائل عباس
تعتبر العلاقات المصرية الإماراتية من أقوى وأمتن العلاقات العربية ؛ سواء على المستوى السياسي أو الأقتصادى أو العسكرى ؛ ولها جذور عميقة تستند على الوعي والفهم المشترك لمجريات الأمور ؛ سواء على المستوى العربي أو العالمى ؛ لما تتمتع به البلدان من سياسات وسطية حكيمة معتدلة غير عدائية ؛ وأيضا لأهدافهما الواضحة في إرساء السلام فى المنطقة ومحاربة التطرف والأرهاب ؛ وتعزيز الحوار بين الحضارات ؛ وأيضا لثقلهما سواء على المستوى العربي أو الدولى .
وكانت مصر من أوائل الدول التي دعمت أتحاد أمارات الدول العربية سنة ١٩٧١ ؛ وسارعت بالأعتراف به فور إعلانه ؛ ودعمته دوليا وأقليميا ؛ كركيزة للأمن والأستقرار وقوة جديدة تضاف للوطن العربى ؛ واستندت العلاقات بين البلدين على أسس الشراكة الأستراتيجية منذ ذلك التاريخ .
وكان الراحل الشيخ // زايد بن سلطان آل نهيان … مؤسس الدولة ؛ أحد الحكام العرب المخلصين الذين يتمتعون بالحكمة وعمق البصيرة ؛ وكان يقدر لمصر مكانتها ويتخذ منها عمقا استراتيجيا لدولته ولإبنائه ؛ حتى أن الرئيس المصري السابق / حسنى مبارك … ذكر فى أحدى المرات عن وصية الشيخ / زايد له أن يكون ظهيرا لأبنائه إذا لا قدر الله حدث نزاع أو تفكك فى الدولة الإماراتية بعد وفاته .
وأنتهج أبنائه من بعده نفس نهجه ؛ من سياسة القرب والتعمق مع الدولة المصرية وحكامها ؛ فكان من بعده الشيخ // خليفة بن زايد … رئيس الدولة شافاه الله وعافاه ؛ وسار على النهج أيضا ؛ الشيخ // محمد بن زايد … والذى يقوم بأعمال الرئاسة وإدارة أمور الدولة . وظل هذا العمق المصرى الإماراتي قائما ؛ وبلغ ذروته فى عهد الرئيس السيسي حيث بلغت حجم الأستثمارات الإماراتية فى كافة القطاعات المصرية نموا ملحوظا ؛ كما بلغت اللقاءات التى جمعت الرئيس // السيسي والشيخ / محمد بن زايد . ٢٤ لقاء وهو ما يعكس عمق واستثنائية تلك العلاقة بين الدولتين والتى تمتد جذورها منذ زايد الأب .
وعلى صعيد السياسية الخارجية فموقف الدولتين متناسق ويجمعهما كل النقاط المشتركة وخاصة في القضايا العربية سواء القضية الفلسطينية أو أعادة الأمن فى العراق والتحالف فى اليمن للقضاء على عربدة ميليشيات الحوثي هناك مرورا بالنقاط المشتركة لحل المشاكل فى سوريا ولبنان ؛
حتى تفاجأ الجميع بتغيرات سياسية إماراتية صادمة ؛ وربما أصدقكم القول . إن قولت سياسات إماراتية عدائية ضد الدولة المصرية ؛ وهنا كانت الكارثة التى تعجب لها معظم الشعب المصرى ؛ والمحللين للشأن السياسي ؛ حتى تعالت صيحان الأستهجان والأستغراب من تلك هذه المواقف .
اولها موقف الإمارات العدائى ضد الدولة المصرية والذى ظهر جليا في الدعم العسكرى والمادى الذى قدمته الإمارت لإثيوبيا فى الحرب الدائرة ضد مقاتلى التيجراى .
والزيارات المتكررة للقيادة الإماراتية لأديس أبابا !!!
وأخرها زيارة الشيخ / محمد بن زايد … لتركيا ودعمه لها ب ١٠ مليارات دولار ؛ فى ظل تدهور الليرة عالميا ؛ وتضخم الأقتصاد التركى ؛ وقيام المظاهرات المنددة بأردوغان ؛ وهو يعلم جيدا عن تلك الحرب الضروس بين الدولة المصرية والقيادة التركية ؛ ابتداءا بدعمهم للأخوان ؛ مرورا بالمرتزقة التى يرسلونها عبر الأراضي الليبية لزعزعة استقرار مصر ؛ أو أستفزاز الدولة المصرية بالتنقيب عن الغاز فى البحر المتوسط ؛ ناهيك عن زعزعة استقرار سوريا وهو فى حد ذاته تهديدا للأمن القومي المصري .
ترى هل تغرد الإمارات العربية خارج السرب ؟؟؟؟؟
هذا ما سنطرحه فى المقال القادم