علي ملعب الرعب ذو المداخن الأربعة عاد النادي الاهلي للعاصمة بفوزا صعبا علي غزل المحلة (زعيم الفلاحين) بعد مباراة مثيرة، جائت أحداثها عكس توقعات كل خبراء الكرة، لأنها شهدت أكثر من نهاية قبل صافرة محمد حنفي النهائية. بدأت المباراة في تمام ال ٥ و النصف مساء اليوم علي ملعب غزل المحلة ذو المداخن الأربعة.
و المباراة في مجملها سريعة الإيقاع، مثيرة الملامح، تقاسم فيها الفريقان السيطرة و الإستحواذ و ضياع الفرص. و البداية كادت أن تكون لأصحاب الأرض ففي الدقيقة ال٣ و ركنية عبقرية للغزل من الجهة اليسري، و الكرة تصل داخل منطقة الجزاء لحميد ماو الذي سددها قوية بإتجاه المرمي و لكنها تصطدم بدفاعات الاهلي و تفقد خطورتها. و الفريقان يتبادلان الهجمات، و لكن في الدقيقة ال ١٠ يسدد بدر بنون الكرة فيتصدي لها عمرو شعبان حارس الغزل و ترتد من يده الي المتابع محمد شريف الذي يسددها باتجاه المرمي فيكملها قفشه فتهتز الشباك بهدف أول للأهلي. بعد الهدف تتوالى الهجمات علي مرمي الغزل نتيجة سيطرة لاعبو الاهلي علي منطقة وسط الملعب، و تراجع لاعبو الغزل للوراء. الدقيقة ٢٦ و قفشه يتوغل داخل ال ١٨ و يسدد و الشباك تهتز من الخارج، بعدها ب ٣ دقائق يمرر بيرسي تاو لمحمد شريف الذي سددها بعيدا عن القائم الأيمن، و في آخر دقائق الشوط الاول يخطئ عمرو شعبان في تشتيت الكرة فتتهيأ داخل ال ١٨ لبيرسي تاو الذي تعجل في إيداعها المرمي فتبتعد عن الثلاث خشبات، لينتهي شوط المباراة الأول بتقدم الاهلي بهدف دون رد.
في بداية الشوط الثاني و بالتحديد في الدقيقة ال ٤٨ يمرر قفشه الكرة لبيرسي تاو في الجهة اليمني و الذي توغل بها و راوغ اكثر من مدافع و سددها علي يسار حارس الغزل مضيفا الهدف الثاني ٢/صفر، وسط إعتراض لاعبي الغزل . بعد الهدف تنتقل السيادة و السيطرة للغزل و حصار محلاوي جعل لاعبي الاهلي في حالة دفاع حتي عادت المباراة لنقطة الصفر. ففي الدقيقة ال ٥٦ يستغل عبده يحيي مهاجم الغزل تمريرة يحيي حامد العرضية داخل ال ٦ ياردات من الجهة اليمني و يراوغ ياسر إبراهيم و يسدد لتهتز شباك الشناوي بهدف أول للغزل، و كاد قفشه يضيف الهدف الثالث في الدقيقة ال٧١ بعد أن تابع تسديدة محمد شريف و التي إرتدت من يد الحارس ليشتتها فتح الله بفدائية قبل أن تصل لها قدم قفشه.
و اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء تشهد قمة الإثارة و الدراما الكروية خاصة في ال٥ دقائق المحتسبة بدل الوقت الضائع، و فيها يهدر عبد القادر هدفا مؤكدا لفريقه بعد تسديدة من وضعية إنفراد تصدي لها القائم الأيسر للغزل، بعدها مباشرة تهتز شباك الأهلي بنيران صديقه بعد ضربة ركنبة يحولها عبده يحيي برأسه فترتطم بقدم أكرم توفيق و تخدع الشناوي و تعلن عن تعادل إيجابي ٢-٢. ظن الجميع أن المباراة قد إنتهت، و أن الفريقان قد تقاسما نقطتي اللقاء، و لكن هناك سيناريو آخر خبأه القدر لتكمل الدراما في الثواني الأخيرة، و ضربة حرة علي حافة ال ١٨ أثر عرقلة ميكاسوني ، و علي معلول يسدد فتخترق التسديدة الحائط البشري و تغير مسارها بإتجاه الزاوية اليمني فتهتز شباك عمرو شعبان بهدف ثالث. و يعود الأهلي الي العاصمة بصيدا ثمينا و ٣ نقاط تبقيه علي قمة الدوري. بعد آداء و لا أروع من لاعبي غزل المحلة.