هذا ما نجح فيه العلماء مؤخرا بعدما نجحوا في ترجمة أفكار رجل مشلول وتحويلها إلى نص بدقة 94 في المئة.
وبحسب بحسب موقع ساينس أليرت فقد أظهر رجل أصيب بالشلل من الرقبة إلى أسفل بسبب إصابة في الحبل الشوكي تعرض لها في عام 2007 أنه قادر على إيصال أفكاره وذلك بفضل نظام زرع الدماغ الذي يترجم خط يده المتخيل إلى نص حقيقي.
وركَّز الرجل كما لو كان يكتب – بشكل فعال مستغرقًا في تخيل أنه يكتب الحروف بقلم وورقة وهميين.
أثناء قيامه بالتجربة سجلت أقطاب كهربائية مزروعة في قشرته الحركية إشارات نشاط دماغه والتي تم تفسيرها بعد ذلك من خلال خوارزميات تعمل على كمبيوتر خارجي وفك تشفير مسارات القلم التخيلية والتي تتبعت عقليًا 26 حرفًا من الأبجدية وبعض علامات الترقيم الأساسية في الاختبارات التي نُشرت نتائجها في دراسة حديثة بدورية نيتشر تمكن الرجل من تحقيق سرعات كتابة تصل إلى 90 حرفًا في الدقيقة (حوالي 18 كلمة في الدقيقة) بدقة تصل إلى 94 في المئة تقريبًا (ودقة تصل إلى 99 في المئة مع تمكين التصحيح التلقائي).
ليس هذا المعدل أسرع فقط بشكل ملحوظ من تجارب BCI السابقة (باستخدام أشياء مثل لوحات المفاتيح الافتراضية) ولكنه يكاد يكون على قدم المساواة مع سرعة الكتابة لمستخدمي الهواتف الذكية في الفئة العمرية للرجل – والتي تبلغ حوالي 115 حرفًا أو 23 كلمة في الدقيقة.
يعد الجهاز وهو جزء من تعاون بحثي طويل الأمد يسمى (برين جيت) واجهة بين الدماغ والحاسوب (بي. سي. آي)، ويستخدم الذكاء الاصطناعي لتفسير إشارات النشاط العصبي المتولدة أثناء الكتابة اليدوية.يقول المؤلف الأول للدراسة فرانك ويليت: لقد تعلمنا أن الدماغ يحتفظ بقدرته على وصف الحركات الدقيقة بعد عقد كامل من فقدان الجسم لقدرته على تنفيذ تلك الحركات. حيث لم يسبق للرجل المشلول – الذي كان يبلغ من العمر 65 عامًا وقت إجراء الدراسة – القيام بأي كتابة فعلية.
ويضيف: تعلمنا أيضًا أن الحركات المعقدة المقصودة التي تتضمن تغيير السرعات والمسارات المنحنية مثل الكتابة اليدوية يمكن تفسيرها بسهولة أكبر وبسرعة أكبر من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي نستخدمها بدلاً من الحركات المقصودة الأبسط مثل تحريك المؤشر في خط مستقيم المسار بسرعة ثابتة.
في الأساس يقول الباحثون إن الحروف الأبجدية مختلفة تمامًا عن بعضها البعض في الشكل لذلك يمكن للذكاء الاصطناعي فك شفرة نية المستخدم بسرعة أكبر أثناء رسم الأحرف مقارنة بأنظمة (بي. سي. آي) الأخرى التي لا تستخدم العشرات من المدخلات المختلفة في نفس الطريقة