شعور مؤلم.. ألم في النفس.. أو طعنة في القلب دون نقطة دم واحدة.. تلك هي ملامح إغتيال معنوي، أو وفاة بلا قبر. فقد إنتشرت و بكثرة عمليات الإغتيال المعنوي و شملت رموزا و أحزابا، و ذلك بإلصاق التهم أو بنعتهم بصفات تحط من قدرهم سواء كانت تلك التهم أو الصفات حقيقة أو ملفقة، لكن يبقي الهدف هو كسر الهيبة و إضعاف الثقة، و تقليل القيمة و محو التأثير للشخص المراد إغتياله معنويا.
وفي عالم السياسة توجد مواجهات مباشرة بين الخصوم السياسيين، ولكن وراء الكواليس تدور معارك أخري طاحنة لتكسير العظام، منها ما هو مشروع، ومنها ما هو غير أخلاقي. و الإغتيال المعنوي يتعمد الإضرار بشخصية ما و بصورتها السياسية و الأخلاقية ليتم إستنزافها و إضعاف تأثيرها لدي الجماهير من خلال التشكيك في مصداقيتها أمام المجتمع لتصبح محل إتهام في عيون من حولها لتنال منها السهام الجارحة.
وقد توسعت مطابخ الإغتيال المعنوي و صارت موجودة داخل كثير من الأحزاب و بعض وسائل الإعلام التي تعتبر رأس الحربة في تنفيذ عمليات الإغتيال، و ما نراه اليوم تجاوز الكثير، فهناك صفحات إخبارية إلكترونية، و شبكات جديدة يتم تمويلها من مصادر مجهولة، و تقوم بممارسة كل فنون الدعاية السوداء بدءا من إنشاء حسابات مزيفة للمشاهير و الرموز على فيسبوك و تويتر، و نسب تصريحات كاذبة لهم عبر هذة الحسابات.
فلكل من تورط في تلك العمليات السوداء نقول: ” إن الإغتيال المعنوي سهل محاربته و عكسه علي من يفعلونه، و لكن في النهاية سنعيش جميعا في مجتمع ممزق، فاقد الثقة في كل شي و سيدفع الجميع – علي إختلاف إنتماءاتهم – الثمن.. فأقيقوا لما تفعلون لأنكم لا تكسرون أشخاصا بل تهدمون وطنا و تقتلون قيما “. إن شدة الصراعات السياسية و الإختلافات الفكرية لا تبرر أن نضحي بكل ما هو أخلاقي من أجل إضعاف خصومنا، فالإغتيال المعنوي بلا شك أكثر ألما من الإغتيال الجسدي لأنه جسد بلا روح و موت بلا قبر !!