لم تكن العلاقة بين خيرت الشاطر ومحمد مرسي على ما يرام ، فقد لاحظ الشاطر الصعود المريب لمحمد مرسي داخل أروقة الجماعة، فمن لقاء الصدفة بين مرسي ومصطفى مشهور في أمريكا، ثم عودة مرسي وتوليه مكتب الشرقية، ثم عضوية مكتب الإرشاد ، ثم نائب المرشد العام ، بسرعة لا تتفق مع لائحة الجماعة . لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل لاحظ الشاطر أن مرسي أصبح النجم اللامع و الإخواني الأكثر تسليطا للضوء عليه؛ فهو من تم تهريبه من السجن وليس الشاطر أو حسن مالك رغم ما له من تاريخ طويل مع الجماعة . تجمعت بعض الشواهد كسحابة سوداء فوق رأس الشاطر تجاه مرسي، أمطرت شكوك وريبة، فكيف لهذا الرجل الذي لا يجيد الإنجليزية ، أن يحصل على دكتوراة من الولايات المتحدة ؟ وكيف له أن يجري أبحاثاً لصالح وكالة ناسا كما كان يدعي للجماعة طوال هذه السنوات ؟ وكيف له أن يجري اتصالات رفيعة المستوى مع الجانب الأمريكي ؟ ومن هو حتى تتصدر أخباره وأحاديثه قناة الجزيرة ؟ ومن هو حتى ينفرد به جيمي كارتر داخل مكتب الإرشاد ويوقعان معا بعض الوثائق والأوراق ؟ . هل خدعه محمد مرسي عندما تركه يضغط على الجماعة للدفع بمرشح رئاسي ، ظناً منه أنه سوف يكون هو الشاطر ، ثم تم اللعب في الكواليس لاستبعاده والإتيان بمرسي . هنا تكشفت الحقيقة أمام خيرت الشاطر، و بدأت أوراق التوت التي تستر محمد مرسي في التساقط، فهو لم يكن يجيد الانجليزية ، ونفت ناسا عمله بها ، فكيف كان ينفق على اسرة من ستة أفراد ، اصطحبهم معه إلى أمريكا ؟ وكيف حصل على الدكتوراة ؟ وكيف خدعت الجماعة في هذا الرجل طوال هذه السنوات ؟ ولماذا الالحاح الأمريكي عليه ؟ هنا ظهرت الحقيقة أمام الشاطر ، أن مرسي عميل للمخابرات الامريكية ، وتولد لديه شعور أن مرسي عندما يتمكن من سدة الحكم، سوف يطيح به، ويهدم ما بناه طوال عقود، فقرر الحرب عليه دون إعلان . كانت قواعد الحرب التي اعتمدها الشاطر تقوم على : * السرية التامة وعدم إعلام التنظيم أو أي من صفوفه بهذه الحقيقة . * عدم تمكين مرسي من الانفراد بالحكم ، وإشعاره دائماً أنه بحاجة للجماعة ( تجلى هذا في أحداث الاتحادية ) . * ضرب أي تقارب يسعى إليه محمد مرسي مع القوات المسلحة . * السيطرة على مجلس الوزراء ( يمكن الرجوع للإحراج الذي تسببت به تصريحات قيادات الجماعة ضد الجيش لمرسي ) . * الوقيعة بين مرسي والاعلام. * محاصرته داخل القصر برجال الشاطر . * اثارة أزمات مع الجهات والمؤسسات المختلفة ( أمنية ، قضائية ، دينية … ) . * اثارة أزمة كبرى مع القوى الثورية والحزبية تدفعهم للوقوف ضد محمد مرسي . – كان الشاطر يهدف إلى ادخال” مرسي ” في أزمة كبرى تنتهي إلى التفاوض مع القوى الوطنية لإيجاد حل لها ، ينتهي باللجوء إلى انتخابات رئاسية مبكرة ، وهو أمر تجلى في لقاء الشاطر بعمرو موسى بمنزل أيمن نور ، إلا أن هذا الأمر أغضب الولايات المتحدة الأمريكية ، فكيف للإخوان الذين صعدتهم لحكم مصر يتأمرون على رجل أمريكا ؟ ورغبت من خلال فضح أيمن نور لهذا اللقاء أن ترسل رسالة للشاطر ” كف عن هذا التحرك ” ، إلا أن الشاطر مدفوعاً بالحقد و الغل ضد مرسي ، استمر على نهجه و أوعز إلى عدد من العناصر الاخوانية مثل الهلباوي وأخرين لا داعي لذكر اسمائهم ، إلى التظاهر بالخروج من الجماعة ومهاجمة مرسي لاعداد العدة لمرحلة ما بعد مرسي . أقول أن تولي مرسي حكم مصر ، هو حديث الخيانة والتآمر ، وأن الجماعة التي تمثل حظيرة الخيانة لم يتوقفوا عن محاربة أي رئيس بما فيهم محمد مرسي نفسه.
ما سطرته هو مقدمة لكتابي الجديد ، الذي بدأت في كتابته، و أتناول فيه خبايا التنظيم ، فبين اغتيال البنا واعدام سيد قطب حكاوي، وبين عمر التلمساني وبديع آخر مرشد للتنظيم خبايا تحتاج إلى اعادة النظر في قراءة حركة التنظيم بنظرة أخرى فرضتها الأحداث والوثائق …… ( انتظروني لو قدر لنا الله ) .