كتب : وائل عباس
فرق شاسع بين السماء والأرض ؛ وشتان بين الجنة والنار ؛ بين الإيمان والكفر ؛ بين الوطنية والخيانة .
كان نظام مبارك قمة فى الفساد والخيانة والعمالة ؛ نظام سمم أجساد الفقراء وسرطنهم وأستعبدهم وباع كل المقدرات والثوابت ليحافظ على وجوده على سدة الحكم ؛ بل وأشترى الباطل وحالف كل شياطين الإنس من أجل التوريث ؛ وزرع الفساد فى نفوس العباد حتى أدمنته وأستطيبت طعمه ؛ وحلل الحرام وجعل كل هيكل الدولة يستحله حتى يصبحوا شركاء أصليين فى جريمة خيانة الوطن .
وها نحن الآن ما زلنا نعانى من سم مبارك ذا المفعول الطويل الأمد ؛ ما زال الفساد مستشرى فى نفوس معظم موظفى الدولة التى استحلوا الرشاوى وأكلوا أموال الشعب بالباطل وعاثوا فى الارض فسادا ؛ وكل يوم تظهر جريمة أشد سوء من سابقتها ؛ تلك التى يتم ضبطها ؛ فما بالك بآلاف الجرائم التى لا تستطيع الأجهزة الرقابية والتى غير كافية للسيطرة على حجم الفساد في معظم مؤسسات الدولة ؛ كان أخرها تلك التي طالت وزيرة الصحة ؛ وسبقها أخرى فى مكتب وزير التموين ؛ ولو راجعنا معظم الوزارات لرأينا العجب ؛ فساد هائل ونفوس مسرطنة ولا ضميرا يؤنب ولا خوف من الله يردع ؛ هذا مبارك ونظامه عليه من الله ما يستحقه .
صعوبة المسألة تكمن في تلك النقطة ؛ بدلنا الله برجل وطنيا من الطراز الأول ؛ يخاف الله ويتقيه ؛ يعمل بمنتهى الجد والنشاط ؛ يسابق الزمان فى كل شىء ؛ يبنى ويعمر هنا وهناك ؛ يحارب على كل الجبهات ؛ لا يكل ولا يمل ؛ اليوم يفتتح مشروعات وبنية تحتية ؛ غدا يسافر ليعقد الاتفاقيات ويقيم الأحلاف ؛ يعيد لقواته المسلحة كيانها الذى أهدر طيلة حكم الخيانة والعمالة ؛ رجل خاف الله فينا فخافه كل شىء ؛ أستطاع السيد الرئيس أن يلحق الوطن بالركب العالمى ؛ وأعاد لمصر مكانها الصحيح ؛ وحارب عدوا صعب المراس ؛ عدو يدعمه كل أعداء الوطن وأزلامهم ؛ لكنها العناية الآلهية التى ارسلته من أجل الشيوخ الركع والأطفال الرضع والبهائم الرطع فى وطنا أن تشرد هلك .
سيدى الرئيس كل الشكر والتقدير لسيادتكم ولمجهوداتكم التى سيسطرها التاريخ بأحرف من نور ؛ ويجزيك ربك عنا وعن شعب مصر كل الخير .
سيدى الرئيس أنهم يحاربونك ويحاربون شعب مصر ؛ أنهم مازالوا يفسدون ؛ مازالوا يخونون العهود والمواثيق ؛ أنت تبنى وتعمر ؛ وهم يهدمون وينشدون الخراب .
سيدى الرئيس معظم الوزارات تحارب سيادتكم بفاسديها ومفسديها ؛ فهذه الوزارة ليست على مستوى الحدث ؛ وليست أهل للأمانة ومسؤولية المرحلة إلا ما رحم ربى .
سيدى الرئيس مازالت البلطجة فى الشوارع تعلمها وزارة الداخلية ؛ وتعرف أهلها حق المعرفة ؛ لكن ليس على هواها عهدكم فسيادتكم غللت يد الظلمة منهم ؛ وحجمت تسلطهم وتجبرهم على الشعب ؛ فتركوا لنا البلطجة تخويفا وإذلالا بدلا من القيام بضربات استباقية ليعم الأمن فى الوطن ؛ تركوها ترهيبا وتخويفا .
سيدى الرئيس معظم موظفى الدولة ليس على هواهم البناء والأصلاح ؛ فهم ادمنوا الرشاوى وأكل المال الحرام .
سيدى الرئيس هناك منتخب من الفسدة والفاسدين ؛ يحاربونك لإنك أصطففت إلى جانب الفقراء والبسطاء من الشعب المصري .
سيدى الرئيس أناشدك الله أن تشهر سيفك من جديد فى وجه فسدة الداخل ؛ وكلنا معك كلنا جنودا نصطف خلفك فى مواجهة هذا الفساد العظيم ؛ فأعداء الداخل أشد خطراً على الوطن من أعداء الخارج .
سيدى الرئيس قد حان وقتها ونحن لها جنودا تحت رايتك ؛
أسئل الله أن يحفظ الوطن وشعبه ويحفظ سيادتكم لما فيه صالح البلاد والعباد
حفظ الله مصر رئيسا وجيشا وشعبا