اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب على الرغم من حملة توقيف ناشطين ووضع حد للإعتراض على الوضع الراهن وإعلان حالة الطوارئ وحل مجلس التوافق. على إثر ذلك تعالت الإعتراضات الدولية سواءً من الإتحاد الإفريقى ومجلس الأمن والإتحاد الأوروبى والبنك الدولى.
السودان- مباحثات مع حمدوك على وقع مظاهرات منددة بالإنقلاب. أجرى المبعوث الأممى فولكر بيرتس مباحثات مع رئيس الوزراء السودانى المعزول عبد الله حمدوك حول خيارات الوساطة مع الجيش فيما عاد المتظاهرون الى شوارع العاصمة الخرطوم لتجديد رفضهم للإنقلاب العسكرى والمطالبة بحكومة مدنية.
بحث ممثل الأمم المتحدة الخاص بالسودان فولكر بيرتس مع رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك خيارات الوساطة والخطوات التالية المحتملة، بعد يوم من خروج مئات الآلاف من المحتجين الى الشوارع للمطالبة بإنهاء الحكم العسكرى مالبتث أن تجددت الأحد (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2021)، بنزول آخرين الى الشوارع تنديداً بالإنقلاب والمطالبة بحكومة مدنية وإسقاط حكم العسكر بعد نحو أسبوع على إنقلاب الجيش. وبعد أن تراجعت حدة التظاهرات ليل السبت فى الخرطوم وأم درمان عاد المتظاهرون الى الشوارع مستخدمين الحجارة والإطارات لإغلاق الطرقات بينما ظلت المتاجر مغلقة فى الخرطوم، مع رفض الكثير من موظفى الحكومة العمل فى إطار الإحتجاجات.
وتشكل المعارضة الشعبية الكبيرة أكبر تحدٍّ للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان منذ إطاحته بحكومة حمدوك يوم الإثنين وإعتقاله ساسة بارزين. وقال بيرتس في تغريدة بحثناً خيارات الوساطة وسبل المضى قدماً بالنسبة للسودان. سأواصل الجهود تلك مع أصحاب الشأن فى السودان. وأضاف أن حمدوك بصحة جيدة لكنه لا يزال قيد الإقامة الجبرية فى مقر إقامته. الى ذلك، قالت مصادر مقربة من حمدوك إنه طالب بإطلاق سراح المعتقلين والعودة الى اتفاق تقاسم السلطة الذى كان قائماً قبل الإنقلاب. وكان ضغط المدنيين لتولى قيادة المرحلة الإنتقالية من الجيش فى الأشهرالمقبلة وهى مسألة لم يتفق عليها الجانبان، بين مصادر التوتر العديدة بينهما.
يذكر أن ما لا يقل عن 14 محتجاً قُتولوا فى إشتباكات مع قوات الأمن منذ الأسبوع الماضى بمن فيهم ثلاثة قتلى سقطوا فى إشتباكات شهدتها مظاهرات السبت، جرح فيها أكثر من مائة آخرين، بحسب لجنة الأطباء المركزية السودانية.
ونفت الشرطة السودانية فى بيان إستخدام الرصاص الحى وقالت: هنالك مجموعات من المتظاهرين خرجت عن السلمية وهاجمت الشرطة وبعض المواقع الهامة ما دعا الشرطة لإستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وتؤكد الشرطة أنها لم تستخدم الرصاص.
ومنذ الإثنين الماضى، تغيّر المشهد تماماً فى السودان بعد سنتين من حكم إنتقالى هش إذ إنقلب فى ذلك اليوم قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين فى المؤسسات السياسية خلال مرحلة إنتقالية كان يفترض أن تتيح للسودان التحول الى الديموقراطية عام 2023 بعد سقوط حكم عمر البشير الذى إستمر 30 عاماً.
وأعلن البرهان حلّ مؤسسات الحكم الإنتقالى، مطيحاً بآمال التحوّل الديموقراطى. كما أوقفت فى ذلك اليوم قوات عسكرية القادة المدنيين وإقتحمت مقرّ التلفزيون الرسمى الذى أعلن من خلاله البرهان بعد ساعات حلّ كلّ المؤسّسات السياسيّة للمرحلة الإنتقاليّة فى البلد الذى يعدّ من بين الأفقر فى العالم.
وأدت الخطوة الى موجة إدانات دولية ومطالبات بالعودة الى الحكم المدنى وسط تحذيرات للسلطات العسكريّة من إستخدام العنف ضدّ المتظاهرين. وفور إطاحة البرهان بالمدنيّين بدأ السودانيّون عصياناً مدنياً وأقاموا متاريس فى الشوارع لشلّ الحركة فى البلاد ما دفع قوات الأمن الى إستخدام الرصاص المطاطى والغاز المسيل للدموع ضدهم.
ويقول خبراء إن الناشطين أكثر تنظيماً الآن بفضل تجربة 2019. ويحظون بدعم المجتمع الدولى الذى فرض عقوبات على العسكريين. طالب مجلس الأمن الدولى فى بيان صدر بإجماع أعضائه بـعودة حكومة انتقاليّة يديرها مدنيّون مبدياً قلقه البالغ حيال الإستيلاء العسكرى على السلطة”.