كتبت نجوى نصر الدين
ﻳﻘﻮﻝ اﻷﻃﺒّﺎء : ﺇﻥّ ﻓﺘﺤﺔ اﻟﺤﻨﺠﺮﺓ ﻗﺪ ﻗُﺪِّﺭَﺕْ ﺗﻘﺪﻳﺮًا ﺩﻗﻴﻘًا ﺟﺪًا
ﺣﻴﺚ ﻟﻮ اﺗّﺴﻌﺖ قليلًا ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤّﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻻﺧﺘﻔﻰ ﺻﻮﺕ اﻹﻧﺴﺎﻥ ،،، ﻭﻟﻮ ﺿﺎﻗﺖ قليلاً ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤّﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﺻﺒﺢ اﻟﺘﻨﻔﺲ ﻋﺴﻴﺮًا ،،، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺘّﻨﻔﺲ ﻣﺮﻳﺤًا ﻭﻳﺨﺘﻔﻲ اﻟﺼﻮﺕ
أو ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺼّﻮﺕ ﻭاﺿﺤًا ﻭﻳﺼﻌﺐ اﻟﺘّﻨﻔّﺲ
{ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ }
وﻟﻮ ﺃﻥّ اﻟﺮﺅﻳﺔ ﺯاﺩﺕ عن ﺣﺪّﻫﺎ اﻟّﺬﻱ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﺻﺒﺤﺖ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺟﺤﻴﻤﺎً ،،، فإنّك ﺇﺫا ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻛﺄﺱ اﻟﻤﺎء اﻟّﺬﻱ ﺗﺸﺮﺑﻪ اﻵﻥ وﺗﺮاﻩ ﺻﺎﻓﻴﺎً ﻋﺬﺑﺎً ﻓﺮاﺗﺎً ﺭاﺋﻘﺎً ،،، فلو ﺃﻥّ قوّة اﻟﺒﺼﺮ ﺯاﺩﺕ ﻗﻠﻴلًا ﻭﺩﻗّﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺮﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺄﺱ اﻟﻌﺠﺐ فسوف ترى اﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ اﻟﺤﻴّﺔ ﻭاﻟﺠﺮاﺛﻴﻢ ﺑﻌﺪﺩ ﻻ ﻳﺤﺼﻰ ﺇﻧّﻚ ﻟﻦ ﺗﺸﺮﺏ اﻟﻤﺎء ﻋﻨﺪﻫﺎ
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
ﻭﻟﻮ ﺃﻥّ قوّة اﻟﺴّﻤﻊ اﺭﺗﻔﻊ ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ ﻗﻠﻴلًا ﻟﻤﺎ ﺃﻣﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻡ اﻟﻠّﻴﻞ ﻷﻥ اﻷﺻﻮاﺕ ﻛﻠّﻬﺎ ﺗﺘﻠﻘّﻔﻬﺎ ﺑﻞ ﺇﻥّ ﺃﺻﻮاﺕ ﺟﻬﺎﺯ اﻟﻬﻀﻢ في معدتك ﻭﺣﺪﻩ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﺎﻟﻤﻌﻤﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
ولو ﺃﻥّ ﺣﺎﺳّﺔ اﻟﻠّﻤﺲ ﺯاﺩﺕ ﻟﺸﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻟﺴّﺎﻛﻨﺔ اﻟّﺘﻲ تحوّل ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺟﺤﻴﻤﺎً ﻻ ﻳﻄﺎﻕ .
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
لكن اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺷﻖ ﻟﻨﺎ اﻟﺴﻤﻊ ،،، ﻭﺃﻧﺸﺄ اﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭاﻷﻓﺌﺪﺓ ﻭﺧﻠﻖ الحواس ﺧﻠﻘﺎ ﺩﻗﻴﻘًا فسبحانه
{ وَ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }
تحياتي
نجوى نصر الدين