تشهد مدينة أبوسمبل مع شروق شمس 22 أكتوبر ظاهرة فرعونية فلكية فريدة تتكرر مرتين كل عام 22 فبراير / أكتوبر ،
وهى تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بمعبده الكبير بأبوسمبل، حيث تتسلل أشعة الشمس داخل ممر المعبد بطول 60 متراً وصولاً إلى حجرة قدس الأقداس، للإعلان عن بدء موسم الزراعة فى أكتوبر والحصاد فى فبراير.
وتتمثل عبقريه المصرى القديم في أن الشمس تضيء ثلاثة تماثيل ولا تضيء الرابع لانه تمثال الرب بتاح و (بتاح) يمثل رمزا للعالم السفلي، وهو العالم المظلم في عقيدة المصري القديم، ومن ثم فإن إضاءة هذا التمثال ستكون متناقضة مع وظيفته.
ولم يقف اعجاز تلك الظاهرة على إضاءة هذه التماثيل بل في تفصيلة أخرى لا تحظى بالاهتمام الإعلامي وهي لوحة جداريه على يمين المعبد تظهر مجموعة من الجنود وهم يضربون باستخدام العصا جاسوسا من الحيثيين الذين حاربوا الملك “رمسيس الثاني في معركة قادش الثانية.
ومعركة قادش الثانية وقعت بين قوات الملك رمسيس الثاني ملك مصر والحيثيين بقيادة الملك مواتللي الثاني بمدينة قادش التي تقع على الضفة الغربية لنهر العاصي في سوريا جنوب بحيرة حمص بعدة كيلو مترات
، وهذه المعركة مؤرخة في العام الخامس من حكم الملك رمسيس الثاني، أي حوالي عام 1274 ق.م على وجه التقريب. ويقول الشماع: “من المفارقات أن هذا الجاسوس وهو أول جاسوس في التاريخ قام بهذه المهمة كي يتم القبض عليه ويدلي بمعلومات خاطئة تضلل جيش الملك رمسيس الثاني في حربه مع الحيثيين”.
يعتبر قدس الاقداس أهم جزء من أجزاء المعبد … وهو “مقصورة المعبود” التي تعرف باسم “ست ورت” بمعنى (العرش الكبير/ الموضع العظيم) وهو يطلق على عرش الملك حيث يقدم للمعبود شعائر التعبد والقرابين.
(تمثال المعبود الموضوع داخل العرش) ويسمى (الناووس) و كان يتم الحفاظ على تمثال المعبود باستخدام الناووس وكان يتناسب حجمه مع حجم التمثال ….
كما جعل وسط قدس الأقداس قاعدة ليستقر عليها الناووس أو الزورق المقدس الذي يستعمل في نقل المعبود وحمله في الأعياد والاحتفالات ….
وفى بعض الأحيان تنفصل حجرة قدس الأقداس عن حجرة الزورق المقدس كما في معبد “الأقصر”….
. وقد اعتبر المصري القديم تمثال المعبود في قدس الاقداس “سـرا أكبر من الأسرار الخاصة الموجودة داخل السماء … وسرا أكبر من الأسرار الخاصة بالعالم الآخر…. ومختفيا أكثر من سكان العالم الأزلي”.
وكان يتم توفير خدمة يومية في المعبد ولم يعتقد المصرى القديم أن التمثال هو المعبود …. ولكنه اعتقد أنه من خلال طقوس معينة تتقمص روح المعبود في تمثاله …. وغالبا ما يشتمل المعبد على مقاصير بعدد الأرباب والربات الذين يعبدون فيه…
وكانت المقاصير في الغالب ثلاثة للثالوث المقدس في المعبد…..
فالفناء المكشوف يغمره الضوء في النهار…. ويعقبه ضوء خافت في بهو الأساطين …. وظلام مقصود في الحجرات الخاصة بالرب المعبود الذي يعبد في المعبد…. وربما كان الهدف من ذلك بعث الرهبة والخشوع والإحساس بالغموض في نفس أي شخص يدخل إلى هذا المكان المقدس….
وكانت جميع أجزاء أو أقسام المعبد الرئيسية تقام على محور واحد يتوسطه طريق يبدأ من مدخل المعبد حتى يصل إلى قدس الأقداس… لتحقيق السهولة لوصول موكب المعبود ..
. ويحمل تمثال الاله المعبود وهو داخل الزورق المقدس على أكتاف الكهنة إلى خارج المعبد أو إلى داخله وذلك في احتفالات ومواسم وأعياد معلومة…..