( يموت الطالب وتحيا المنظومة) ساقني حظي الأسود أن اتواجد اليوم بمدرسة صفية زغلول الاعداديه المشتركة التابعة للإدارة التعليمية بكرداسة بدعوة كريمة من الأستاذ سالم قنديل وأحد السادة أولياء الأمور لمناقشة كيفية التغلب علي الكثافة الطلابية بالمدرسة والتي وصلت إلي ما يتجاوز ١٧٠طالب في الفصل بعد إرتفاع رهيب في عدد الطلبة المحولين من المدارس الخاصة للعجز عن سداد مصروفاتها التي ارتفعت بشكل كبير.. ورغم أن المدرسة كانت تعمل بنظام الفترتين واحدة للبنات واخري للبنين وتوقعت أن يطبق نظام الثلاث فترات مثلاً لاستيعاب تلك الكثافة.. ولكني وجدت الكارثة الأكبر وهو دمج الفترتين الخاصتين بالمدرسة وجمع البنات مع البنين في فترة واحدة!!! رغم وصول عدد الطلاب إلي الثلاث آلاف طالب وبمجرد الوصول للمدرسة وللأسف كان هو الموعد المحدد للخروج وما أدراك ما معني خروج ثلاثة آلاف طالب بنين وبنات في وقت واحد وعمليات تحرش وشجار وتعدي أسفرت اليوم فقط عن حوالي خمس إصابات أحدهم بآلة حادة أدت لجرح قطعي في يد أحد الطلاب وشبه إنفجار في العين اليمني لاحدي الطالبات التي توجه بها والدها لمستشفي القصر العيني وانتظر الثاني لوصول النجدة لعمل اللازم بينما باقي الإصابات كانت سطحية!!! لم أصدق نفسي لدرجة أني نسيت احنا كنا رايحين ليه من بشاعة المنظر وسخونة الأحداث الدرامية وللأسف الشديد وجدت كل أهالي الضحايا والمجني عليهم حتي من يسير في الشارع بالصدفة يحاولون التعدي والتجاوز في حق مدير المدرسة وهو رجل في غاية السمو الأخلاقي والقهر النفسي في أن واحد ويحاول أن يبذل كل ما بوسعه ومعه فريق من المدرسين الأفاضل والإداريين والعمال يحاولون السيطرة علي ما يحدث ولكن للحقيقة فإن الأمر يفوق طاقة البشر لدرجة أني اشفقت عليهم من هول ما يتعرضون له وعمل في ظروف غير آدمية تشعر أنهم يقضون فترة عقوبة بعد أن فقدوا كل المعاني السامية لمهنتهم العظيمة .. بل وصل ببعضهم الأمر إلي البكاء من بشاعة ما يلاقونه من أهوال لا يتحملها بشر!!! خرجت من المدرسة وأنا أكاد أبكي علي هذا الوضع المأساوي محاولين الاستغاثة بالاهالي لعمل لجان حفظ النظام أثناء عملية خروج الطلبة لمنع تلك الكوارث أما داخل المدرسة فالمدرسين معهم الله في بلواهم بالعمل في تلك الظروف الصعبة ولكن أناشد الأهالي أن يرحموهم ويشفقوا عليهم فهم ضحايا مثل أبنائهم في ظل فكر عقيم من قيادات تعليمية الأهم عندها أن تعلن إنتهاء نظام الفترتين كإنجاز للوزارة حتي لو علي حساب حياة الطلاب بعد أن دمروا العملية التعليمية لهم .. سيادة الوزير حتي لو فشلت العملية التعليمية ومات الطلاب المهم أنك قضيت علي نظام الفترتين ونجحت المنظومة الجديدة.. فألف مبروك لسيادتكم ولمسئولين يعيشون في غيبوبة !!!