فى زيارة كريمة من الأستاذ ماجد الحداد، تناقشنا فى رأس السنة المصرية، فتوصلنا إلى أن رأس السنة القبطية والتى هى تبدأ من الحادى عشر من سبتمبر، ليست هى رأس السنة المصرية التى كان يحتفل بها أجدادنا المصريون ويقولون لبعضهم: سنة جميلة جديدة: «وب رينيت نفرت»، أو كل سنة وانتم طيبين، وكان ذلك فى اليوم الذى يوافق ١٨ يوليو الآن، وهو يوم ظهور الشعرى اليمانية، والتى تعلن بدء السنة الشمسية والتى هى ٣٦٥ يومًا وست ساعات.
السنة الميلادية أول يناير تعلن ميلاد السيد المسيح، والسنة الهجرية تعلن عن حدث دينى عظيم وهو الهجرة، والسنة القبطية تؤرخ لسنة الشهداء ٢٨٤م، أما السنة المصرية فهى سنة فلكية ضبطت تقاويم العالم القمرية وجعلتها شمسية، ومن هنا وجب على مصر مكتشفة هذا التقويم ٤٢٤١ ق.م أن تحتفل به، بل تجعل العالم كله- ناكر الجميل- يحتفل به.
قدست مصر العلم، وقالت العلم هو غاية الإيمان بالله، والجهل هو غاية الكفر به.. لذا جعلوا أول شهور السنة المصرية لرب العلم والكتابة والمعرفة، تحوت، ويحتفل الأقباط بعيد النيروز أول توت ١١ سبتمبر.
أما الشهر الثانى ب إب وب أو بابة فهو رب الزراعة، والشهر الثالث هاتور أو حتحور أو ربة الجمال، والرابع كاحا كا أو كيهك وهو رب العطاء، والخامس طوبيا أو طوبة رب الأمطار ومنها طيبة، والسادس مخير أو أمشير وهو رب العواصف، والسابع سامانوت أو برمهات وهو رب الحرارة، والثامن رينودا أو برمودة وهو رب الحصاد، والتاسع بخنس أو بشنس وهو رب الظلام، والعاشر با أونا أو بؤونة وهو رب المعادن، والحادى عشر هوبا أو أبيب أى فرحة السماء، والثانى عشر مسرى وهو من ما سو رع أى ميلاد رع.
جاء يوليوس قيصر ونسب هذا التقويم إلى اسمه وسمى بالتقويم اليوليانى، وفى سنة ١٥٨٢م، جاء البابا جريجورى وأعاد حساب السنة المصرية، فوجدها ٣٦٥ يومًا + ٤٦ دقيقة + ٤٨ ثانية + ٥ ساعات!، ثم وجد الفرق بهذه الدقائق عشرة أيام منذ واحد ميلادية، نام الناس ٥ أكتوبر ١٥٨٢، استيقظوا ١٥ أكتوبر ١٥٨٢ «ثانى يوم» عشرة أيام لا وجود لها فى التاريخ، وسمى هذا التقويم: التقويم الجريجورى.
قسم الأجداد السنة إلى ١٢ شهرًا، والشهر إلى ثلاث عشرات «أسابيع»، وخمسة أيام أعيادًا!، وقسموا اليوم إلى ٢٤ ساعة، والساعة إلى ٦٠ دقيقة، والدقيقة إلى ثوان وثوالث!.
جدير بالذكر أن الذى اكتشف الست ساعات عالم مصرى اسمه سوسوجينس.
كان أجدادنا فلكيين أفذاذًا، يقول كبلر فى كتابه «الاعترافات»: ليغفر الله لى سرقتى هذا القانون «القانون الثانى لحركة الأجرام السماوية» من على التماثيل الذهبية فى مصر القديمة!. «أ. د. صلاح عيد».