فى حديث مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب عند تقييم وتقدير الجيوش ينظر الى الأعداد البشرية ولكن كذلك الولاية والعقيدة والمهارات وعنصر تراكم التدريبات ويضاف اليه التسليح أصدر موقع global fire power تصنيفه السنوى للجيوش العالمية للعام 2020 وإحتلت فيه مصر مراتب متقدمة على الأصعدة كآفة سواءً عالمياً أو عربياً. ويصدر جلوبال فاير باور ترتيبه بناء القوة العسكرية المحتملة إذ يستخدم الترتيب النهائى أكثر من 50 عاملاً فردياً لتحديد درجة مؤشرات القوة فى دولة معينة ومن بين هذه العوامل القوة العسكرية والمالية والقدرة اللوجستية والجغرافيا. لا تقاس قوة الجيوش بعدد جنودها وحجم عتادها العسكرى فقط بل تشمل معايير أخرى أبرزها الموقع الجغرافى والقوة البشرية والعقيدة العسكرية للجيوش إضافة الى قوتها الإقتصادية.
ويقول نورمان شوارتسكوف جنرال أمريكى متقاعد: إذا لم تمتلك عقيدة عسكرية راسخة، لن تصبح أفضل جيش فى العالم حتى إذا إمتلكت أضخم الجيوش وأفضل التقنيات العسكرية على الإطلاق بحسب موقع برينى كوت. ويصنف موقع غلوبال فير بور الأمريكى أقوى 138 جيشاً حول العالم إعتماداً على حجم القوة العسكرية المعلنة التى يمكن لكل دول فى العالم أن تستخدمها فى الحرب البرية أو البحرية أو الجوية بإستخدام الأسلحة التقليدية. لكن ذلك التصنيف لا يشمل الأسلحة النووية، التى تملكها 9 من الدول الواردة فى قائمة أقوى جيوش العالم وهو ما يعنى أن التصنيف النظرى لقوة الجيوش، ربما يتغير، عندما تخوض حروباً حقيقة.وتشمل معايير التصنيف النظرى لقوة الجيوش على مجموعة من العوامل تشمل موقع الدولة الجغرافى وحجم الأسلحة التى تمتلكها بحسب مجلة ميليترى ووتش ماغازين التى تقول: التدريب والإستعداد القتالى وإمتلاك قواعد عسكرية خارج حدود الدولة والمنشآت والتحصينات الدفاعية، تعد من أهم العوامل التى يتم الإستناد إليها فى تصنيف قوة الجيوش وتقول المجلة: إن القيود المفروضة على إستخدام الأسلحة النووية الإستراتيجية والتكتيكية تجعلها ضمن العوامل المحدودة التى يتم إستثناؤها خلال تقييم قوة الجيوش. القوة البشرية تعد واحد من معايير تصنيف الجيوش، لكنها لا تمثل عنصراً حاسماً فى التصنيف بحسب موقع ستاتيستا الأمريكى الذى أوضح أن الجيش الصين، يعد الأضخم فى العالم بـ 2.18 مليون جندى مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية، التى يتكون جيشها من 1.28 مليون جندى. وتابع الموقع: لكن عندما يتم قياس قوة الجيوش بصورة عامة فإن الجيش الأمريكى يأتى فى المرتبة الأولى بينما يكون تصنيف الصين، فى المرتبة الثالثة بعد الجيشين الأمريكى والروسى. تشمل القوة الجوية لكل دولة إجمالى عدد ما يملكه جيشها من طائرات حربية وأنواع تلك الطائرات الذى يشمل الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والمروحيات العاملة فى كل أفرع الجيوش إضافة الى طائرات التدريب وطائرات النقل العسكرى. وبحسب موقع غلوبال فير بور فإن الطائرات العسكرية المسيرة درونز ليست واردة ضمن التصنيف.
تشمل القوة البرية قوة الدبابات وخاصة دبابات القتال الرئيسية ذات القدرات النيرانية الهائلة والدبابات الخفيفة والمركبات المضادة للدبابات. وتشمل أيضا قوة المدرعات التى تضم مركبات نقل الأفراد المدرعة ومركبات القتال المدرعة والمركبات المضاد للألغام إم آر إيه بى وراجمات الصواريخ والمدافع ذاتية الحركة. بالنسبة للقوات البحرية تقاس قوة القوة البحرية للدول، بعدد ما تملكه من قطع بحرية عسكرية، وأنواع سفنها، ومستوى التسليح والتقنيات العسكرية التى تحملها تلك السفن. وتعد حاملات الطائرات الحربية وحاملات المروحيات والغواصات النووية والتقليدية، من الأسلحة، التى يشملها تصنيف قوة الجيوش. لكن هذا العامل لا يكون متاحاً ضمن تصنيف قوة جيوش الدول الحبيسة التى لا تمتلك سواحل بحرية. تمثل الموانئ الكبرى الموجودة على سواحل الدول نقاط قوة تمكنها من توفير الإمدادات اللآزمة لجيشها فى وقت الحرب وتمنحها ميزة عن الدول الأخرى. ويعد إمتلاك الدولة مراكز دعم لوجيستى خارج حدودها من أكبر المزايا التى تجعلها فى مرحلة متقدمة من التصنيف العالمى، على قائمة أقوى الجيوش لأن ذلك يجعل خطوط إمداد قواتها فى الخارج أقل وهو ما ينعكس إيجاباً على قدرتها على مواصلة القتال بكفاءة عالية. ويقول الجنرال الأمريكى المتقاعد فريدريك فرانكس: فقدان الدعم اللوجيستى يعنى خسارة المعركة.
تعد الموارد الطبيعية من أهم العوامل التى يتم الإعتماد عليها فى تصنيف قوة الجيوش خاصة النفط والغاز الطبيعى والمعادن النادرة لأنها تؤمن قدرة الجيوش على خوض حروب طويلة الأمد، دون أن تكون مجبرة على تغيير خططها العسكرية بسبب نقص مخزونها الإستراتيجى من الوقود على سبيل المثال. الإقتصاد من أهم عناصر تقييم قوة الجيوش لأنه يرتبط بقدرة الدولة على الإنفاق على تزويد جيشها بأحدث المعدات العسكرية والإنفاق على تدريب قوات إحترافية، بصورة تمكنها من امتلاك اليد العليا فى قت الحرب، بفضل المزج بين الأسلحة المتطورة والإحترافية فى إستخدامها. تبرز أهمية الموقع الجغرافى للدول فى كل من الحروب الهجومية والدفاعية على السواء، وهو ما يجعلها واحدة من أبرز معايير تقييم قوة الجيوش. فإذا كانت الدولة تمتلك موقعا جغرافياً يقع على خطوط إمداد الدول المتحاربة، فإن ذلك يجعل دورها أكثر تأثيراً فى مسار الحرب، بينما يكون إستغلال الموقع الجغرافى للدولة فى الحروب الدفاعية محور خطة الحرب الدفاعية لصد العدوان الخارجى.
يملك الموقع العالمى صيغة فريدة تمكنه من مقارنة جيوش الدول الأصغر والأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية مع الدول الأكبر والأقل تطوراً. جاءت مصر على رأس ترتيب الجيوش العربية إذ يعد الأقوى فى المنطقة وفقاً لتصنيف جلوبال فاير باور ثم فى المرتبة الثانية السعودية وتليها الجزائر ثم الإمارات وبعدها سوريا فى المرتبة الخامسة، كما تعتبر العراق صاحبة المركز السادس فى الترتيب بعدها المغرب ثم السودان يعقبها الأردن وبعدها اليمن بالمركز العاشر أما عن الجيش الأضعف عربيا فهو جيش مدغشقر.
جاء على رأس قائمة تصنيف الجيوش الأقوى فى العالم أمريكا وفى المركز الثانى روسيا بعدها الصين فى المركز الثالث ثم الهند بالمركز الرابع وبعدها اليابان ثم كوريا الجنوبية بالمرتبة السادسة تليها فرنسا بالمركز السابع ثم بريطانيا بالمركز الثامن، ومصر فى المركز التاسع ثم البرازيل بالمرتبة العاشرة أما عن المركز الأخير صاحب أضعف جيش فى العالم فهى دولة بوتان.
تضم قائمة أقوى جيوش العالم 138 دولة تتقدمها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين التى تحتل المراتب الثلاث الأولى على الترتيب، بينما يأتى جيش مملكة بوتان فى المرتبة الأخيرة.