(مهزلة متعددة الأطراف وكارثة منتظرة) ما تشهده بدايات العام الدراسي الجديد أمر غير مسبوق ويدل بلا شك عن عشوائية شاملة في إدارة العملية التعليمية في مصر . لا أتحدث عن مناهج أو تطوير أو تابلت فلست متخصص في هذا المجال ولكن أشير إلي المهازل التي شهدتها المدارس من تكدس رهيب نتيجة إلغاء نظام الفترتين مما ادي إلي حشر الطلبة في فصول وصلت الكثافة فيها إلي ١٦٠طالب في الفصل الواحد وأسر كاملة ذهبت لتوصيل أولادهم وانتظار عودتهم وحرب ومشاجرات بين الأهالي لجلوس أبنائهم في الصفوف الاولي حتي تحولت المدارس إلي سوق عكاظ لدرجة تجعل فيروس كورونا نفسه يبحث عن مكان يختبئ به حتي لا تدهسه الاقدام علاوة علي تحويل آلاف الأسر لأبنائهم من المدارس الخاصة للمدارس الحكومية نتيجة زيادة المصروفات بتلك المدارس وعجز معظم الأسر عن سداد تلك المصروفات في ظل الحالة الاقتصادية وتداعيات عملية الإصلاح الاقتصادي وما تبعها من زيادة أسعار معظم السلع مما جعل سداد رسوم المدارس الخاصة أمر بالغ الصعوبة لكثير من الأسر التي اضطرت للتحويل للمدارس الحكومية مما ضاعف من نسبة الكثافة التي كانت تستدعي حلول لاستيعاب كل تلك الأعداد وليس إلغاء الفترتين وحشر كل تلك الأعداد داخل فترة واحدة في ظل وباء ندعو الله أن يحفظنا وابنائنا وبناتنا منه.. مما تقدم كان ينبغي علي صانعي القرار في العملية التعليمية إما الإبقاء علي نظام الفترتين والذي ربما يصبح العجز في أعداد المدرسين حائل دون ذلك وفي هذه الحالة ليس هناك بد من تقسيم أيام الأسبوع حتي لو تم تطبيق نظام اليوم الكامل لتخفيف حدة تلك الكارثة لأن الأمر لا يتحمل التأخير وعلي السادة المسئولين سرعة التحرك نحو تصحيح الخطأ الذي ارتكبوه دون دراسة لحقيقة الاعداد وأضرار إلغاء الفترة الثانية لأن التأخير سيكون له نتائج أكثر كارثية من نتائج الخطأ ذاته.. يا سادة حاولوا الإصلاح قدر المستطاع ودون تكبر أو استعلاء لأن الأمر جد خطير وأعلم أنك أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي.. وانا لمنتظرون..