بعد 48 عاما على نصر أكتوبر، وبعد أن أصبح الأطفال المولودون فى أيام الحرب كهولا، فإنهم وأجيال متوالية يتذكرون أبطال الحرب والنصر الذى جاء ليغسل سنوات الهوان التى سببتها هزيمة يونيو 1967
أنور السادات .. بطل الحرب والسلام حين وصل ابن ميت الكوم إلى السلطة أخيرًا، كان كأنه تسلّم كتلة من النار، طلبة فى الجامعات يتظاهرون مطالبين بالحرب، أصدقاء فى الماضى انقلبوا عليه وانقلب عليهم، وراية العدو ترفرف على بعد 150 كم من عاصمته، وعلى أرضه المحتلة، فيما يزعم العدو أنه بنى أكبر مانع عسكرى فى التاريخ.
أمّن السادات جبهته الداخلية، قضى على الصراعات فى 15 مايو 1971، بعث رسالة اطمئنان للداخل، واستعد للمعركة، استفاد من دروس الماضى، طرد الخبراء السوفييت، 17
ألف خبير خرجوا من مصر فى أسبوع واحد، إدراكًا منه أن تلك معركة مصرية خالصة، بلا كثير من استعراضات القوة، وبلا كثير من الطنطنة، أطلق خطة للخداع الاستراتيجى، أخفى كل آثار الاستعداد للحرب، التى جعلت العدو الصهيونى يظن بأن الحرب لن تقوم أبدًا، وأن السادات لا يملك سوى الكلمات الجوفاء لتهدئة شارعه الغاضب.
تحرك الجيش المصرى، واحتشد بأكمله على الجبهة، دون أن يلاحظ العدو، وفى الساعة الثانية ظهر السادس من أكتوبر، انطلقت الطائرات لتقصف خط برليف الحصين، وانطلقت المعركة التى استمرت حتى صباح الرابع والعشرين من أكتوبر، مع وقف إطلاق النار الثانى.
وكما خاض حرب السلاح، خاض السادات حرب السلام، ورغم كل الضغوط عليه من جيرانه العرب، أولى اهتمامه ببلاده ودفعها للتنمية، بعد سنوات طويلة سيسعى كل الذين هاجموه وقاطعوه هم أيضًا إلى اتفاقات سلام، ليثبت أنه سبقهم فى الزمن بمراحل كبيرة، وتمامًا فى يوم انتصاره، وفى أبهى صوره، هجم عدو آخر على السادات فأسقطه شهيدًا، دفع دماءه ثمنًا لبلاده، سقط شهيدًا وسط جنوده وأسرته وجيشه، فى السادس من أكتوبر أيضًا من عام 1981، فاستحق عن جدارة لقب «بطل الحرب والسلام» .
باقي زكى يوسف «خفت أكون خرفت» بهذه العبارة علق اللواء باقى زكى يوسف عن مشاعره فى تلك اللحظات من السكون التى عمت قاعة الاجتماعات عقب طرحه فكرة استخدام المياه لاختراق خط بارليف بدلاً من المفرقعات والألغام والصواريخ.
وكان «باقى» وقتها برتبة مقدم إلا أن هذا لم يمنع الاهتمام بفكرته ودراستها ثم نقلها إلى سلاح المهندسين للعمل على كل ما يتعلق بتطبيقها. وقال «باقى» إن هذه الفكرة قفزت لذهنه فجأة خلال الاجتماع
حين تذكر فجأة سنوات عمله بالسد العالى وكيف كانت المياه الحل الأمثل للتغلب على التراب أثناء العمل فى السد. وتقديرًا لفكرته التى قلبت موازين الحرب حصل اللواء باقى زكى يوسف على نوط الجمهورية العسكرى من الدرجة الأولى وحصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية.
المشير أحمد بدوى استحق المشير أحمد بدوى لقب رجل المعارك عن جدارة واستحقاق خلال حرب أكتوبر، حيث خاض ابن محافظة الإسكندرية خلال حرب أكتوبر عدة معارك من بينها معركة النقطة القوية جنوب البحيرات المرة، ومعركة تقاطع طريق الجدى مع طريق الشط لمنع تدخل احتياطات العدو،
ومعركة النقطتين القويتين الملاحظة والمسحورة ومعارك الدبابات الكبرى والتى بدأت فى 15 أكتوبر، بالإضافة إلى معركة الصمود فى كبريت ثم معارك غرب القناة، ولما حاصرته القوات الإسرائيلية استطاع الصمود مع رجاله شرق القناة،
فى مواجهة السويس، واستطاع مع فرقته عبور قناة السويس إلى أرض سيناء فى حرب أكتوبر من موقع جنوب السويس، ضمن فرق الجيش الثالث الميدانى
محمد عبد العاطى كأى شاب آخر أتم محمد عبدالعاطى شرف مسيرته التعليمية بنجاح، تخرج فى كلية الزراعة والتحق بالجيش ليقضى فترة التجنيد الإجبارى ويؤدى دوره تجاه الوطن.
رحلة «الرقيب أول مجند محمد عبدالعاطى عطية شرف» الشهير بـ«صائد الدبابات» مع العسكرية بدأت فى سلاح الصاعقة ولكن مجده الحقيقى بدأ فى سلاح المدفعية الذى انتقل إليه بعدها ولفت الأنظار منذ مرحلة التدريب النهائية
حين خاض أول تجربة رماية للصاروخ «فهد» المضاد للدبابات الذى تخصص فى التعامل معه، بدأت الحرب فى السادس من أكتوبر، فكان أول من تسلق الساتر الترابى لخط بارليف من مجموعته، وبدأت ملحمته الحقيقية فى الثامن من أكتوبر
حيث أصاب الدبابة الأولى، ونجح فى ذلك اليوم فى اصطياد 13 دبابة فى نصف ساعة ونجح زميل له فى الكتيبة فى اصطياد 7 أخريات مما أجبر القوات الإسرائيلية على الانسحاب، ثم واصل «عبدالعاطى» ملحمته ليصل رصيده إلى 17 دبابة ثم 23 دبابة مع 3 مجنزرات فى يوم 18 أكتوبر.
سعد الدين الشاذلى.. العقل المدبر للمعركة اقترن اسمه باللحظة التى اختلف فيها مع السادات حول مسألة تطوير الهجوم، لكن دوره كان أكبر من ذلك بكثير، فهو الرجل الذى كان الرأس المدبر للهجوم المصرى على خط الدفاع الإسرائيلى فى حرب أكتوبر، وهو من وضع خطة العبور ومد الجسور، إنه قائد أركان الجيش المصرى فى فترة التحضير لحرب أكتوبر، وفى شطر الحرب الأول.
اللواء نوال السعيد.. الإمداد والتموين حين تثور مسألة الحروب، فإن البعض يذهب تفكيره إلى السلاح والمعدات، الخطط والذخائر، متناسيًا دورًا من أهم أدوار الحروب، وهو هيئة الإمداد والتموين، لكن خبراء الحروب وقادتها يدركون جيدًا الدور المهم الذى يلعبه هذا السلاح، حتى أن الرئيس السادات حين سُئل من صحفيين متى نحارب إسرائيل ونسترد سيناء، كان رده بسيطًا: «اسألوا نوال».
الفريق أول فؤاد ذكرى.. «أسد البحار» فى عام 1967 حين دمر شطر كبير من الجيش المصرى، كان هناك سلاح واحد فقط فى الجيش المصرى خسائره صفر، هو سلاح القوات البحرية، الذى كان يقوده فؤاد ذكرى، ابن مدينة العريش، والمعروف بـ«أسد البحار». هو الرجل الذى تخرج فى الكلية البحرية عام 1946، وعُين قائدًا لعدد من المدمرات البحرية قبل أن يتولى رئاسة شعبة العمليات البحرية عام 1963، ثم وبعد حرب يونيو 1967 أصبح قائدًا للقوات البحرية، هذه القوات التى سطرت ملحمة لا أروع منها، حين تصدت للمدمرة إيلات، ثم الهجوم على ميناء إيلات فى عام 1969، ثم الهجوم الثانى على الميناء فى فبراير عام 1970، والعملية الثالثة للهجوم على إيلات فى مايو عام 1970.
.
أحمد إسماعيل.. قائد الجبهات المصرية والسورية والأردنية إنه القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الحربية خلال الحرب، الرجل الذى صنفته مجلة الجيش الأمريكية ضمن أهم 50 شخصية عسكرية فى العالم. أضاف تكنيكات جديدة للحرب، وخاض حروب مصر كلها، هو قائد سرية المشاة فى غزة أثناء حرب فلسطين
عام 1948، ومنشئ نواة قوات الصاعقة أثناء العدوان الثلاثى، قاد الفرقة الثانية مشاة، أول تشكيل مقاتل فى مصر، وهو الفرقة الثانية مشاة، بعد عام 1967 وفى سلسلة التغييرات التى جرت على الجيش المصرى بعد الهزيمة خرج من الجيش، لكن الرئيس جمال عبدالناصر، الذى كان يعرف مدى عبقرية هذا الرجل استدعاه من جديد
وأخيراً… هذا بعض من كل . أبطال أكتوبر لا يمكن حصرهم ولكننا حاولنا وسنحاول التحدث تباعا عن شخصيات أكتوبر العظيم .