السلام عليكم ورحمه الله وبركاته بداية كل عام وانتم بخير والآن نتطرق لموضوع من موضوعات القيل والقال الكل يعلم أن ملف التعليم مفتوح دائما والحديث عن تطويره لا يتوقف واصلاح أحواله وتحديث مناهجه من أولويات كل وزير للتربية والتعليم لكن الحقيقة أنه لا توجد رؤية واضحة ولا إستراتيجية محددة وأحيانا يتردد الحديث عن التطوير كأنه سيحدث خلال شهور
لكن لا يحدث شيء ولا توضع خطة أو حتى دعوة لمؤتمر للتطوير يشارك فيه الخبراء والمسئولون فى البداية أننا نعانى فى مصر من غياب المعايير فى منظومة التعليم ولدينا أكثر من نظام تعليمى ومنه التقليدى ثم اللغات والمدارس الدولية بالإضافة إلى المدارس التجريبية الحكومية وهذه القطاعات الأربع كل منها يسلك منهاجا ومنهجا مغايرا عن الآخرين وهذا ما أدى لعدم وجود معيار موحد يطبق سواء على التعليم والمتعلمين فى مصر، وانعكس ذلك على جودة العملية التعليمية فى المدارس وعلى الأخص الحكومية منها التى تدنت فيها جودة التعليم لدرجة خلو الفصول الدراسية بالمدارس من الطلاب واعتمادهم على الدروس الخصوصية مما أدى لغياب دور المدارس الأصيل فى تربية الطلاب وتأهيلهم على كيفية التفاعل والتعامل داخل المجتمع وأصبح التعليم يقتصر على حشو الأدمغة بمقررات لمجرد اجتياز الامتحان فقط وتلاشى دور المدرسة فى التربية والتعليم فلم يعد هناك تعليم داخل المعامل و تقتصر الأنشطة التى يمارسها الطلاب على الأنشطة الفنية البعيدة عن الإطار العلمى والذى يساهم فى تكوين شخصية والمحصلة العلمية لدى الطالب لذلك لا يجدى أن يكون المسئول عن المشكلة جزءا من الحل ولذا فالقيادات القائمة على العملية التعليمية فى مصر غير مقبول أن تقترح كيفية وضع الحلول لأنهم لو كان لديهم رؤى وحلول فعلية فما الذى منعهم من تطبيقها وإنهاء المشكلة ؟ و من الضرورى أن يتم إسناد هذا الأمر لمجموعة من المتخصصين على أن يكون من بينهم متخصصين فى إدارة التغيير وهناك منهجيات فى العالم تتولى هذه المهمة ولديها المقدرة على دخول المؤسسات وتحليل الموقف وتعد خطة يُلزم بها الوزير ومن يأتى بعده بتطبيق السياسات والخطط طويلة الأجل لأن ما أُفُسد على مدار خمسين عاما لا نتوقع أن يحل بوزير أو اثنين بل من الضرورى وضع خطة لتطوير التعليم من خلال متخصصين ونبدأ فى تطبيقها فلم تتطور دول جنوب شرق أسيا إلا بعد أن وضعت التعليم فى أولى أولويات خطط التنمية لديها فلو نظرنا للثلاث دول سواء اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة واللاتى انطلقن من اللا شيء إلى أن أصبحوا من الاقتصاديات المحترمة والمعترف بها
وإذا رغبنا فعليا فى نهضة التعليم فى مصر فيجب أن نستعين بشخصيات مؤمنة بالتغيير وأهميته ويتم تكليفهم بوضع أسس وقواعد واطر التغيير بعيدا عن أى مصلحة شخصية لهم على أن يكونوا من خارج المنظومة التعليمية ولابد أن نعترف أنها غير قادرة على إحداث التغيير المرغوب فى التعليم ويجب ان يكون دورها يقتصر على تنفيذ ما يتم إقراره من مبادئ وخطط وبدون تلك الآليات سنظل داخل دائرة مفرغة دون طائل أو جدوى وسيقتصر العمل على ما هو عليه منذ سنوات بمجرد السعى لسد الثقوب فى جسد التعليم المهلهل ولابد أن يعاد التفكير فى أسلوب التعامل مع الطفل الراسب فى أولى ابتدائى والذى ينقل أوتوماتيكيا للمرحلة الثانية بعد تكرار رسوبه لأن هذا النسق يستمر حتى نهاية المرحلة الإعدادية مما ينتج لنا طالب غير متعلم وهذا ما دفع بعض الجامعات الأهلية للعمل فى برامج لمحو أمية المتعلمين بالمدارس والذى نتعجب وجود كثير من الطلاب بالصف الخامس الابتدائى ينضمون لفصول محو الأمية وهذه الحالة المتردية تستلزم تدخل حكومى وألا يقتصر العمل فى تطوير المناهج على إضافة الصف السادس أو حذفه بل علينا أن نبدأ بالمراحل التعليمية الأولى بحيث يجرى تطوير للنظم التعليمية وهناك فعليا نظم معترف بها كالتى طبقت جنوب شرق آسيا وتحديدا فى تايلاند ويمكننا الاستعانة بها بحيث يعتمد التعليم على قاموس من الكلمات وليس الحروف ولابد أن نصعد السلم من أوله من الصف الأول بمرحلة التعليم الإلزامى بحيث نهدف أن يكون خريجو هذه المرحلة لديهم حصيلة معلوماتية وعلمية وأدبية وخبرات تكفيهم لتوجههم مابين التعليم الفنى أو التعليم الثانوى الذى يؤهلهم لدخول الجامعة فليس من المنطقى أن تتحمل الدولة تعليم كل أبنائها تعليما جامعيا فلا توجد دولة بالعالم تفعل ذلك فالدول توفر المنح بالتعليم الجامعى للمتفوقين فقط . أن الجميع تحدث عن مشاكل التعليم فى مصر سواء المتخصص أو غير المتخصص بداية من الباحث مرورا بالسياسى والاقتصادى والمعلم وولى الأمر وتناولوا أزمة المناهج والمعلم والمدرسة والإدارة والامتحانات دون أن يتحرك أحد لإيجاد حلول فاعلة ومن واقع عملى بمجال التعليم أن مشكلة التعليم تبدأ من المناهج والتى لا تحتوى على مستويات التفكير المختلفة ويزيد من حجم المشكلة كيفية تناول المعلم لها فى ظل مواصفات امتحان يتم وضعها أدى إلى أن أصبح كل من المعلم والمتعلم وولى الأمر يبحث عن الدرجة النهائية وليس التعليم الحقيقى أما عن المدارس والتى تتكدس بها الطلاب و ذات الإمكانات الضعيفة وحتى الوسائل التعليمية المتاحة لا تستخدم بكثير من الأحيان لأنها عهدة وإذا تلفت لن يتم شراء غيرها لعدم وجود ميزانية هذا بالإضافة إلى افتقار المدارس لمدرسى الأنشطة والأدوات الخاصة بهم فيعجز الطالب عن إخراج ما لديه من لديه من مواهب وقدرات خاصة مع عدم وجود متابعة جادة فى بعض المدارس على عملية التدريس و تقتصر على تحضير الدرس وكتابة التاريخ ووجود كشف الدرجات والغياب داخل الفصل وعلينا أن نستمد من رؤية 2030 للتعليم والتى تعد حلم كل مصرى للتعليم من خلال نظام كفؤ عادل يتيح الفرص للجميع دون تمييز ودون النظر لمستواهم الاجتماعى أو الاقتصادى أو موقعهم الجغرافى ويهتم بتعليم احترام التعددية والتنوع من خلال منهجية علمية بالتفكير وهذه الرؤية التى نستقى منها العمل فى إصلاح منظومة التعليم واخيرا أتمني أن يكون هناك تغيرات جذرية في منظومة التعليم حتي يستثني لنا ولابنائنا كيفية إدراك التعليم في مصر