محاولة جديدة لإرباك مسار ديمقراطي يسعى السودان لترسيخه عقب الإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير، أكد الجيش إحباطها والسيطرة على الأوضاع..
وبين انقلابات ناجحة وأخرى فاشلة، يظل القاسم المشترك بين تلك التي أفرزت تداولا قسريا للحكم استهدافها للأنظمة الديمقراطية التي جاءت عقب ثورات شعبية وانتخابات حرة ونزيهة، في حين فشلت التي حدثت في ظل حكومات ديكتاتورية قمعية، باستثناء ثلاث محاولات جرت بالفترة الانتقالية الحالية.
محاولة انقلاب 1957:
مجموعة من ضباط الجيش والطلاب الحربيين بقيادة إسماعيل كبيدة، قادوا محاولة انقلاب ضد أول حكومة وطنية ديمقراطية بعد الاستقلال برئاسة الزعيم السوداني إسماعيل الأزهري، لكن حكم على المحاولة بالفشل وتم إحباطها في مراحلها الأخيرة.
انقلاب نوفمبر 1958: نفذ الجنرال إبراهيم عبقود أول انقلاب بتاريخ السودان في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1958، مقوضاً النظام الديمقراطي الذي أعقب خروج المستعمر البريطاني. وكان انقلاب عبود في واقعه استلام للسلطة من رئيس وزراء السودان يومها عبدالله خليل الذي قام بتسليم مقاليد الحكم للجيش كرد فعل غاضب منه على تنامي الخلافات وتصاعدها وسط القوى السياسية التي كانت تدير البلاد مما أضر بتقدمها وهي التي نالت الاستقلال لتوها.
تسارعت الأحداث السياسية في البلاد وثار السودانيون على عبود في انتفاضة أكتوبر/ تشرين أول 1964، والتي أطاحت به عن السلطة وجاءت بحكومة ديمقراطية بزعامة الصادق المهدي.
انقلاب مايو 1969: حكومة المهدي لم تدم طويلا، إذ سرعان ما استولى الراحل جعفر نميري على مقاليد الحكم بانقلاب عسكري مسنوداً بالحزب الشيوعي في مايو/أيار 1969.
محاولة انقلاب 1971:
عرف بانقلاب هاشم العطا الذي استولى جزئيا على العاصمة الخرطوم لثلاثة أيام، حيث استهدف، في 19 يوليو/ تموز 1971، الرئيس الراحل جعفر نميري إثر خلافات نشبت بين الرجلين.
محاولة انقلاب عام 1975:
محاولة انقلابية أخرى فاشلة بقيادة الضابط حسن حسين، انتهت بقتله ومن معه رميا بالرصاص أو شنقا حتى الموت.
محاولة انقلاب 2 يوليو 1976:
قوى سياسية معارضة لنظام النميري حاولت قلب نظام الحكم وأوكلت المهمة للعميد في الجيش محمد نور سعد بمشاركة واسعة من عناصر المعارضة تسللت إلى الخرطوم عبر الحدود مع ليبيا. ولاحقا، وبعد أربع محاولات انقلابية فاشلة، لم يتعرض نظام النميري لأية محاولة انقلابية، إلى حدود عام 1985، حين عصفت به ثورة شعبية عارمة في 6 أبريل/ نيسان 1985، عرفت حينها بـ”انتفاضة أبريل”.
انقلاب الإخوان
في يونيو/ حزيران 1989، وضع تنظيم الإخوان الإرهابي حداً للديمقراطية الثالثة في السودان والتي كان يترأس وزراءها الراحل الصادق المهدي، بعد أن استولى الرئيس المعزول عمر البشير على مقاليد الحكم في البلاد مسنوداً بما يسمى بـ”الجبهة الإسلامية”.
محاولة انقلاب رمضان عام 1990:
لاحقا، حاولت مجموعة من 28 ضابطاً وقف حكم الإخوان بالانقلاب على حكمهم في رمضان 1990، لكن التنظيم الإرهابي أحبط محاولاتهم وأعدمهم دون تقديمهم لأي محاكمة وأخفى جثثهم ومتعلقاتهم الشخصية، مما أكسب الضحايا تعاطفا كبيرا من الرأي العام السوداني.
وتحولت قصة هؤلاء الضباط إلى قضية رأي عام في السودان حيث يجري توصيفهم بشهداء 29 رمضان، وبحسب روايات عائلاتهم فإن الضباط كانوا يرغبون في نزع السلطة من تنظيم الإخوان وإعادتها إلى القوى السياسية المنتخبة من الشعب السوداني.
محاولة انقلاب عام 1992:
في مارس/آذار 1992، وقع انقلاب بقيادة العقيد في الجيش أحمد خالد، ونُسب الانقلاب إلى “حزب البعث”، لكن فشل الانقلاب وتم وضع قادته في السجن.
محاولة انقلاب 2020
لم تتوقف محاولات الإخوان للعودة إلى السلطة منذ نجاح الثورة الشعبية، حيث سعى رئيس أركان الجيش السوداني سابقا الإخواني هاشم عبدالمطلب إلى تنفيذ انقلاب عسكري في 2020، لكن تم إحباطه وتجري محاكمته عسكرياً حالياً.
محاولة انقلاب سبتمبر 2021
محاولة انقلاب فاشلة “مدبرة من داخل وخارج القوات المسلحة” على حد قول رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، لكن الجيش أجهضها في مهدها